بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٤١٢
في طلب العلم، فإنك لم تجد له تضييعا أشد من تركه، (1) ولا تمارين فيه لجوجا، ولا تجادلن فقيها، ولا تعادين سلطانا، ولا تماشين ظلوما، ولا تصادقنه، ولا تؤاخين فاسقا، ولا تصاحبن متهما، واخزن علمك كما تحزن ورقك.
يا بني خف الله خوفا لو أتيت يوم القيامة ببر الثقلين خفت أن يعذبك، وارج الله رجاء لو وافيت القيامة بإثم الثقلين رجوت أن يغفر الله لك.
فقال له ابنه: يا أبه وكيف أطيق هذا وإنما لي قلب واحد؟ فقال له لقمان:
يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران: نور للخوف، ونور للرجاء، لو وزنا ما رجح (2) أحدهما على الآخر بمثقال ذرة، فمن يؤمن بالله يصدق ما قال الله، ومن يصدق ما قال الله يفعل ما أمر الله، ومن لم يفعل ما أمر الله لم يصدق ما قال الله، فإن هذه الأخلاق يشهد بعضها لبعض، فمن يؤمن بالله إيمانا صادقا يعمل لله خالصا ناصحا، ومن يعمل لله خالصا ناصحا فقد آمن بالله صادقا، ومن يطع الله خافه، (3) ومن خافه فقد أحبه، ومن أحبه اتبع أمره، ومن اتبع أمره استوجب جنته ومرضاته، ومن لم يتبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه، نعوذ بالله من سخط الله.
يا بني لا تركن إلى الدنيا، ولا تشغل قلبك بها، فما خلق الله خلقا هو أهون عليه منها، ألا ترى أنه لم يجعل نعيمها ثوابا للمطيعين، ولم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين. (4) بيان: تحاجزا: تصالحا وتمانعا. قوله: (لا يظعن) أي لا يسافر، قوله عليه السلام:
(ما يخذل) أي هو شئ يخذل صاحبه، أو بتقدير اللام، أي هو أكثر فتنا وبلاء لما يخذل صاحبه، أو هو أكثر فتنا ما دام يخذل صاحبه ولا يعينه الله، أو الموصول مبتدأ وأكثر خبره، ولعل الثالث أظهر الوجوه، ويؤيده أن في رواية الثعلبي (5) هكذا: " لان الحاكم بأشد المنازل وآكدها، يغشاه الظلم من كل مكان، إن يعن فبالحري أن ينجو (6)

(1) في نسخة: فان فاتك لم تجد، وفى المصدر: فان فاتك لن تجد.
(2) في نسخة: لما رجح.
(3) في المصدر: ومن أطاع الله خافه.
(4) تفسير القمي: 506 - 508.
(5) ذكر نحو الحديث في العرائس: 193 و 194. وفيه: وأكدرها.
(6) في العرائس: ان أصاب فأرجو أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة.
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435