بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٩٢
وقال الآخرون: كان حجرا مخصوصا بعينه والدليل عليه قوله: " الحجر " فادخل الألف واللام للتعريف والتخصيص مثل قولك: رأيت الرجل.
ثم اختلفوا في ذلك الحجر ما هو؟ فقال ابن عباس: كان حجرا خفيفا مربعا مثل رأس الرجل، امر أن يحمله فكان يضع في مخلاته، فإذا احتاجوا إلى الماء ألفاه (1) وضربه بعصاه فسقاهم، وقال أبو روق: (2) كان الحجر من الكدان وهو حجارة رخوة كالمدر وكان فيه اثنا عشر حفرة، ينبع من كل حفرة عين ماء عذب فيأخذونه، فإذا فرغوا وأراد موسى حمله ضربه بعصاه فيذهب الماء، وكان يسقي كل يوم ستمائة ألف.
ومنها أنهم قالوا لموسى في التيه: من أين لنا اللباس؟ فجدد الله لهم ثيابهم التي كانت عليهم حتى لا تزيد على كرور الأيام ومرور الأعوام إلا جدة وطراوة ولا تخلق ولا تبلى، وتنمو على صبيانهم كما ينمون. انتهى. (3) أقول: لا يخفى عليك مما أوردنا في تلك الأبواب أن موسى وهارون عليهما السلام لم يخرجا من التيه، (4) وإن حجر موسى عليه السلام كان حجرا مخصوصا وهو عند قائمنا عليه السلام وسيأتي الاخبار في ذلك في كتاب الغيبة.
وروى الثعلبي عن وهب بن منبه قال: أوحى الله تعالى إلى موسى أن يتخذ مسجدا لجماعتهم، وبيت المقدس للتوراة ولتابوت السكينة، وقبابا للقربان، وأن يجعل لذلك المسجد سرادقات ظاهرها وباطنها من الجلود الملبسة عليها، وتكون تلك الجلود من جلود ذبائح القربان، وحبالها التي تمد بها من أصواف تلك الذبائح، وعهد أن لا تغزل تلك الحبال حائض، وأن لا يدبغ تلك الجلود جنب، وأمره أن ينصب تلك السرادقات على عمد من نحاس طول كل عمود منها أربعون ذراعا، ويجعل منه (5) اثني عشر قسما مشرحا،

(1) في المصدر: أخرجه.
(2) بفتح الراء وسكون الواو هو عطية بن الحارث الهمداني الكوفي صاحب التفسير.
(3) عرائس الثعلبي 135 - 138 طبعة مصر.
(4) بل توفى هارون أولا ثم موسى بعده.
(5) في المصدر: ويجعل فيها.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435