بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣٤
فيها للعالمين " إلى الشام وسواد الكوفة. (1) 9 - تفسير علي بن إبراهيم: " ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتيه الله الملك " الآية، فإنه لما ألقى نمرود إبراهيم في النار وجعلها الله عليه بردا وسلاما قال نمرود: يا إبراهيم من ربك؟ قال: " ربي الذي يحيي ويميت " قال " له نمرود: " أنا أحيي وأميت " فقال له إبراهيم: كيف تحيي وتميت؟ قال: أعمد إلى رجلين ممن قد وجب عليهما القتل فأطلق عن واحد، وأقتل واحدا، فأكون قد أمت وأحييت، فقال إبراهيم: إن كنت صادقا فأحي الذي قتلته، ثم قال إبراهيم: دع هذا فإن ربي يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فكان كما قال الله: " فبهت الذي كفر " أي انقطع وذلك أنه علم أن الشمس أقدم منه. (2) بيان: قال الطبرسي رحمه الله: قيل في انتقاله من حجة إلى أخرى وجهان:
أحدهما: أن ذلك لم يكن انتقالا وانقطاعا عن إبراهيم، فإنه يجوز من كل حكيم إيراد حجة أخرى على سبيل التأكيد بعد تمام ما ابتدأ به من الحجاج، وعلامة تمامه ظهوره من غير اعتراض عليه بشبهة لها تأثير عند التأمل والتدبر.
والثاني: أن إبراهيم إنما قال ذلك ليبين أن من شأن من يقدر على إحياء الأموات وإماتة الاحياء أن يقدر على إتيان الشمس من المشرق فإن كنت قادرا على ذلك فأت بها من المغرب، وإنما فعل ذلك لأنه لو تشاغل معه بأني أردت اختراع الحياة والموت من غير سبب ولا علاج لاشتبه على كثير ممن حضر، فعدل إلى ما هو أوضح، لان الأنبياء عليهم السلام إنما بعثوا للبيان ولايضاح، وليست أمورهم مبنية على لجاج الخصمين وطلب كل واحد منهما غلبة خصمه، وقد روي عن الصادق عليه السلام أن إبراهيم عليه السلام قال له: أحي من قتلته إن كنت صادقا، ثم استظهر عليه بما قاله ثانيا. (3) 10 - الإحتجاج - عن موسى بن جعفر عليه السلام في ذكر المعجزات النبي صلى الله عليه وآله في مقابلة معجزات

(1) تفسير القمي 429 - 431 وفيه: يعنى إلى الشام وسواد الكوفة وكوثى ربى. م (2) تفسير القمي: 76. م (3) مجمع البيان 2: 367. م
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست