بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣٣
إلى ربه، وقالت الأرض: يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره فيحرق، وقالت الملائكة:
يا رب خليلك إبراهيم يحرق، فقال الله عز وجل: أما إنه إن دعاني كفيته، وقال جبرئيل: يا رب خليلك إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره، سلطت عليه عدوه يحرقه بالنار، (1) فقال: اسكت إنما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت، هو عبدي آخذه إذا شئت، فإن دعاني أجبته، فدعا إبراهيم عليه السلام ربه بسورة الاخلاص: " يا الله يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد نجني من النار برحمتك " قال:
فالتقى معه جبرئيل في الهواء وقد وضع في المنجنيق فقال: يا إبراهيم هل لك إلي من حاجة؟ فقال إبراهيم: أما إليك فلا، وأما إلى رب العالمين فنعم، فدفع إليه خاتما عليه مكتوب: " لا إله إلا الله محمد رسول الله ألجأت ظهري إلى الله وأسندت أمري إلى الله (2) وفوضت أمري إلى الله " فأوحى الله إلى النار: " كوني بردا (3) " فاضطربت أسنان إبراهيم من البرد حتى قال: " وسلاما على إبراهيم " وانحط جبرئيل وجلس معه يحدثه في النار (4) ونظر إليه نمرود فقال: من اتخذ إلها فليتخذ مثل إله إبراهيم، فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود: إني عزمت (5) على النار أن لا تحرقه، فخرج عمود من النار نحو الرجل فأحرقه، (6) ونظر نمرود إلى إبراهيم في روضة خضراء في النار مع شيخ يحدثه، فقال لآزر:
يا آزر ما أكرم ابنك على ربه! قال: وكان الوزغ ينفخ في نار إبراهيم وكان الضفدع يذهب بالماء ليطفئ به النار، قال: ولما قال الله تبارك وتعالى للنار: " كوني بردا و سلاما " لم تعمل النار في الدنيا ثالثة أيام (7) " ونجيناه ولوط إلى الأرض التي باركنا

(1) في المصدر: يحرقه، فقال: اه‍. م (2) أي جعلت ربى متكاى ومعتمدي في الأمور.
(3) في المصدر: يا نار كوني بردا. م (4) أضاف في نسخة: وهم في روضة خضراء.
(5) من عزم الراقي أي قرأ العزائم والرقى.
(6) في المصدر هنا زيادة وهي هكذا: وآمن له لوط وخرج مهاجرا إلى الشام.
(7) " " " " ": ثم قال الله عز وجل " وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين " فقال الله. ونجيناه إه‍.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست