بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣١
وإنما كان في طلب ربه، وهو من غير شرك، فلما أدخلت أم إبراهيم إبراهيم دارها نظر إليه آزر فقال: من هذا الذي قد بقي في سلطان الملك والملك يقتل أولاد الناس؟
قالت: هذا ابنك ولدته وقت كذا وكذا حين اعتزلت; فقال: ويحك إن علم الملك هذا زالت منزلتنا عنده، وكان آزر صاحب أمر نمرود ووزيره، وكان يتخذ الأصنام له وللناس ويدفعها إلى ولده فيبيعونها وكان على دار الأصنام، فقالت أم إبراهيم لآزر: لا عليك إن لم يشعر الملك به بقي لنا ولدنا وإن شعر به كفيتك الاحتجاج عنه، وكان آزر كلما نظر إلى إبراهيم أحبه حبا شديدا وكان يدفع إليه الأصنام ليبيعها كما يبيع إخوته، فكان يعلق في أعناقها الخيوط ويجرها على الأرض ويقول: من يشتري ما لا يضره ولا ينفعه؟!
ويغرقها في الماء والحماة ويقول لها: اشربي وتكلمي، فذكرا إخوته ذلك لأبيه فنهاه فلم ينته فحبسه في منزله ولم يدعه يخرج. (1) " وحاجه قومه فقال " إبراهيم " أتحاجوني في الله وقد هدان أي بين لي " ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شئ علما أفلا تتذكرون " ثم قال لهم: " وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون " أي أنا أحق بالأمن حيث أ عبد الله أو أنتم الذين تعبدون الأصنام. (2) 7 - الكافي: العدة، عن سهل، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال:
في أول يوم من ذي الحجة ولد إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام. (3) 8 - تفسير علي بن إبراهيم: " ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل " إلى قوله: " بعد أن تولوا مدبرين " قال: فلما نهاهم إبراهيم عليه السلام واحتج عليهم في عبادتهم الأصنام فلم ينتهوا حضر عيد لهم وخرج نمرود وجميع أهل مملكته إلى عيد لهم، وكره أن يخرج إبراهيم معه، فوكله ببيت الأصنام، فلما ذهبوا عمد إبراهيم إلى طعام فأدخله بيت أصنامهم، فكان يدنو من

(١) في المصدر: ان يخرج. م (٢) تفسير القمي: ١٩٥. م (٣) فروع الكافي ١: ٢٠٤. م
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست