بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٩٤
أخرت من سنة حسنة استن بها بعده فله أجر من أتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شئ، أو سنة سيئة عمل بها بعده فعليه وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شئ.
" يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم " أي أي شئ غرك بخالقك وخدعك و سول لك الباطل حتى عصيته وخالفته؟ وروي أن النبي صلى الله عليه وآله لما تلا هذه الآية قال: غره جهله، وقيل للفضيل بن عياض: لو أقامك الله يوم القيامة بين يديه فقال: ما غرك بربك الكريم ماذا كنت تقول؟ قال: أقول: غرني ستورك المرخاة، وقال يحيى بن معاذ: لو أقامني الله بين يديه فقال: ما غرك بي؟ قلت: غرني بك برك بي سالفا وآنفا وعن بعضهم قال: غرني حلمك، وعن أبي بكر الوراق: غرني كرم الكريم. وإنما قال سبحانه: " الكريم " دون سائر أسمائه وصفاته لأنه كان لقنه الإجابة حتى يقول:
غرني كرم الكريم،، وقال عبد الله بن مسعود: ما منكم من أحد إلا سيخلو الله به يوم القيامة فيقول: يا بن آدم ما غرك بي؟ يا بن آدم ماذا عملت فيما عملت؟ يا بن آدم ماذا أجبت المرسلين؟ " الذي خلقك " من نطفة ولم تك شيئا " فسواك " إنسانا تسمع وتبصر " فعدلك " أي جعلك معتدلا " في أي صورة ما شاء ركبك " أي في أي شبه من أب أو أم أو خال أو عم.
وروي عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لرجل: ما ولد لك؟
قال: يا رسول الله وما عسى أن يولد لي إما غلاما وإما جارية، قال: فمن يشبه؟ قال:
يشبه أمه أو أباه، فقال صلى الله عليه آله: لا تقل هكذا، إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية: " في أي صورة ما شاء ركبك "؟
أي فيما بينك وبين آدم. وقيل: في أي صورة ما شاء من صور الخلق ركبك، إن شاء في صورة إنسان، وإن شاء في صورة حمار، وإن شاء في صورة قرد.
وقال الصادق عليه السلام: لو شاء ركبك على غير هذه الصور، وقيل: في أي صورة شاء من ذكر أو أنثى، جسيم أو نحيف، حسن أو ذميم، وطويل أو قصير. " كلا " أي ليس الامر على ما تزعمون أنه لا بعث ولا حساب " بل تكذبون بالدين " أي الجزاء أو بالدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله " وإن عليكم لحافظين " من الملائكة يحفظون عليكم
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326