بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٨٣
أخرى فيكونون ثمانية، وقيل: ثمانية صفوف لا يعلم عددهم إلا الله تعالى عن ابن عباس " يومئذ تعرضون " يعني يوم القيامة تعرضون معاشر المكلفين " لا تخفى منكم خافية " أي نفس خافية أو فعلة خافية، وقيل: الخافية مصدر أي خافية أحد، وروي في الخبر عن ابن مسعود وقتادة أن الخلق يعرضون ثلاث عرضات: ثنتان فيهما معاذير وجدال، والثالثة تطير الصحف من الأيدي، فآخذ بيمينه وآخذ بشماله، وليس يعرض الله الخلق ليعلم من حالهم ما لم يعلمه، ولكن ليظهر ذلك لخلقه " فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول " لأهل القيامة: " هاؤم " أي تعالوا " اقرؤا كتابيه " إنما يقوله سرورا بهم لعلمه بأنه ليس فيه إلا الطاعات فلا يستحيي أن ينظر فيه غيره " إني ظننت " أي علمت وأيقنت في الدنيا " أني ملاق حسابيه " والهاء لنظم رؤوس الآي وهي هاء الاستراحة، والمعنى:
أني كنت مستيقنا في دار الدنيا بأني القي حسابي يوم القيامة " فهو في عيشة راضية " أي حالة من العيش ذات رضى بمعنى مرضية " في جنة عالية " أي رفيعة القدر والمكان، " قطوفها دانية " أي ثمارها قريبة ممن يتناولها، قال البراء بن عازب: يتناول الرجل من الثمرة وهو نائم.
وروي عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة أحد إلا بجواز بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية. وقيل: معناه: لا يرد أيديهم عن ثمرها بعد ولا شوك، يقال لهم: كلوا واشربوا في الجنة هنيئا بما أسلفتم " أي قدمتم من أعمالكم الصالحة " في الأيام الخالية " أي الماضية في الدنيا، ويعني بقوله: " هنيئا " أنه ليس فيه ما يؤذي فلا يحتاج فيه إلى إخراج فضل بغايط أو بول " وأما من أوتي كتابه " أي صحيفة أعماله " بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه " لما يرى فيه من قبائح أعماله " ولم أدر ما حسابيه " أي ولم أدر أي شئ حسابي " يا ليتها كانت القاضية " الهاء في ليتها كناية عن الحال التي هم فيها، وقيل: كناية عن الموتة الأولى، والقاضية: القاطعة للحياة أي ليت الموتة الأولى لم نحي بعدها، أو تمنى يومئذ الموت ولم يكن في الدنيا شئ أكره عنده من الموت " ما أغنى عني ماليه " أي ما دفع عني مالي من عذاب الله شيئا " هلك عني سلطانيه " أي ضل عني ما كنت أعتقده
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326