من إنسان أو شيطان، وقيل: أي قرنت نفوس الصالحين بالحور العين، ونفوس الكافرين بالشياطين " وإذا الموؤودة سئلت " يعني الجارية المدفونة حيا، وكانت المرأة إذا حان وقت ولادتها حفرت حفرة وقعدت على رأسها فإن ولد بنتا رمت بها في الحفرة، وإن ولدت غلاما حبسته " بأي ذنب قتلت " أي يقال لها: بأي ذنب قتلت؟
ومعنى سؤالها توبيخ قاتلها لأنها تقول: قتلت بغير ذنب، وقيل: إن معنى سئلت:
طولب قاتلها بالحجة في قتلها، فكأنه قيل: سئل قاتلها بأي ذنب قتلت هذه؟ ونظير قوله: " إن العهد كان مسؤولا " أي مسؤولا عنه. " وإذا الصحف نشرت " يعني صحف الاعمال التي كتبت الملائكة فيها أعمال أهلها من خير وشر تنشر ليقرأها أصحابها، ولتظهر الاعمال فيجازوا بحسبها " وإذا السماء كشطت " أي أزيلت عن موضعها كالجلد يزال عن الجزور ثم يطويها الله، وقيل: معناه: قلعت كما يقلع السقف، وقيل: كشفت عمن فيها، ومعنى الكشط: رفعك شيئا عن شئ قد غطاه كما يكشط الجلد عن السنام " وإذا الجحيم سعرت " أوقدت وأضرمت حتى ازدادت شدة على شدة، وقيل: سعرها غضب الله وخطايا بني آدم " وإذا الجنة أزلفت " أي قربت من أهلها بدخول، وقيل:
قربت بما فيها من النعيم فيزداد المؤمن سرورا ويزداد أهل النار حسرة " علمت نفس ما أحضرت " أي إذا كانت هذه الأشياء التي تكون في القيامة علمت في ذلك الوقت كل نفس ما وجدت حاضرا من عمله، كما قالوا: أحمدته: وجدته محمودا، وقيل: علمت ما أحضرته من خير وشر، وإحضار الاعمال مجاز لأنها لا تبقى، والمعنى: أنه لا يشذ عنها شئ فكان كلها حاضرة، وقيل: إن المراد صحائف الاعمال.
وفي قوله سبحانه: " إذا السماء انفطرت ": أي انشقت وتقطعت " وإذا الكواكب انتثرت " أي تساقطت وتهافتت، قال ابن عباس: سقطت سودا لا ضوء لها " وإذا البحار فجرت " أي فتح بعضها في بعض: عذبها في ملحها وملحها في عذبها فصارت بحرا واحدا وقيل: معناه: ذهب ماؤها " وإذا القبور بعثرت " أي قلبت ترابها وبعثت الموتى التي فيها، وقيل: معناه: بحثت عن الموتى فاخرجوا منها، يريد عند البعث، عن ابن عباس " علمت نفس ما قدمت وأخرت " عن ابن مسعود قال: ما قدمت من خير أو شر وما