بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٥٦
السماوات والأرض " فيه وجوه: أحدها: ثقل علمها على أهل السماوات والأرض، لان من خفي عليه علم شئ كان ثقيلا عليه.
وثانيها: أن معناه: عظمت على أهل السماوات والأرض صفتها، لما يكون فيها من انتثار النجوم وتسيير الجبال وغير ذلك (1) وثالثها: ثقل وقوعها على أهل السماوات والأرض، لعظمها وشدتها. (2) ورابعها: أن المراد نفس السماوات والأرض لا تطيق حملها لشدتها أي لو كانت أحياءا لثقلت عليها تلك الأحوال " لا تأتيكم إلا بغتة " أي فجأة، لتكون أعظم وأهول " يسئلونك كأنك حفي عنها " أي يسألونك عنها كأنك حفي بها أي عالم بها، قد أكثرت المسألة عنها، وأصله من أحفيت في السؤال عن الشئ حتى علمته. وقيل: تقديره:
يسألونك عنها كأنك حفي بهم أي بار بهم، فرح بسؤالهم، وقيل: معناه: كأنك معني بالسؤال عنها فسألت عنها حتى علمتها، " قل إنما علمها عند الله " وإنما أعاد هذا القول لأنه وصله بقوله: " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " وقيل: أراد بالأول علم وقت قيامها، وبالثاني علم كيفيتها وتفصيل ما فيها.
وفي قوله تعالى: " وذلك يوم مشهود " أي يشهده الخلائق كلهم من الجن والإنس وأهل السماء وأهل الأرض " وما نؤخره إلا لأجل معدود " هو أجل قد أعده الله لعلمه بأن صلاح الخلق في إدامة التكليف عليهم إلى ذلك الوقت، وفيه إشارة إلى قربه فإن ما يدخل تحت العد فان قد نفد.
وقال البيضاوي في قوله تعالى: " وما أمر الساعة " أي أمر قيام الساعة في سرعته وسهولته " إلا كلمح البصر " إلا كرجع الطرف من أعلى الحدقة إلى أسفلها " أو هو أقرب " أو أمرها أقرب منه بأن يكون في زمان نصف تلك الحركة بل في الآن التي يبتدء فيه، فإنه تعالى يحيي الخلائق دفعة وما يوجد دفعة كان في آن، و " أو " للتخيير أو بمعنى بل، وقيل: معناه أن قيام الساعة وإن تراخى فهو عند الله كالشئ الذي يقولون فيه: هو كلمح البصر أو أقرب، مبالغة في استقرابه. وفي قوله: " يوم التناد ": أي يوم

(1) في المجمع المطبوع: من انتثار النجوم وتكوير الشمس وتسيير الجبال.
(2) في المجمع المطبوع: لعظمها وشدتها ولما فيها من المحاسبة والمجازاة
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326