اليدان بما أخذتا، وتشهد الرجلان بما سعتا مما حرم الله، وتشهد الفرج بما ارتكبت مما حرم الله، ثم أنطق الله ألسنتهم فيقولون هم لجلودهم: " لم شهدتم علينا " فيقولون: " أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون و ما كنتم تستترون " أي من الله " أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم " والجلود الفروج " ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون ". " ص 591 - 592 " 5 - تفسير العياشي: عن أبي معمر السعدي قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام في صفة يوم القيامة: يجتمعون في موطن يستنطق فيه جميع الخلق فلا يتكلم أحد إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، فيقام الرسل فيسأل فذلك قوله لمحمد صلى الله عليه وآله: " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " وهو الشهيد على الشهداء، والشهداء هم الرسل عليهم السلام.
6 - تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة يصف هول يوم القيامة، ختم على الأفواه فلا تكلم، وقد تكلمت الأيدي، وشهدت الأرجل، ونطقت الجلود بما عملوا فلا يكتمون الله حديثا.
7 - تفسير العياشي: عن أبي معمر السعدي قال: أتي عليا عليه السلام رجل فقال: يا أمير المؤمنين إني شككت في كتاب الله المنزل، فقال له علي عليه السلام: ثكلتك أمك وكيف شككت في كتاب الله المنزل؟ فقال له الرجل: لأني وجدت الكتاب يكذب بعضه بعضا وينقض بعضه بعضا، قال: فهات الذي شككت فيه، فقال: لان الله يقول:
" يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا " و يقول حيث استنطقوا: " قالوا والله ربنا ما كنا مشركين " ويقول: " يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا " ويقول: " إن ذلك لحق تخاصم أهل النار " و يقول: " لا تختصموا لدي " ويقول: " اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون " فمرة يتكلمون ومرة لا يتكلمون، ومرة ينطق الجلود والأيدي والأرجل، ومرة لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، فأنى ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال له علي عليه السلام: إن ذلك ليس في موطن واحد هي في مواطن في ذلك