يتحول إلى الغموم سرورها، ولا يمسهم فيها نصب، ولا يمسهم فيها لغوب، قد أمنوا العذاب، وكفوا سوء الحساب، وكرم منقلبهم ومثواهم (1) - وساق الحديث إلى أن قال -: ما من امرأتين احترزتا في الشهادة فذكرت إحديهما الأخرى (2) حتى تقيما الحق وتتقيا الباطل إلا وإذا بعثهما الله يوم القيامة عظم ثوابها ولا يزال يصب عليهما النعيم ويذكرهما الملائكة ما كان من طاعتهما في الدنيا وما كانتا فيه من أنواع الهموم فيها وما أزاله الله عنهما حتى خلدهما في الجنان، وإن فيهن لمن تبعث يوم القيامة فيؤتى بها قبل أن تعطى كتابها فترى السيئات بها محيطة وترى حسناتها قليلة فيقال لها يا أمة الله هذه سيئاتك فأين حسناتك؟ فتقول لا أذكر حسناتي، فيقول الله لحفظتها:
يا ملائكتي تذاكروا حسناتها وذكروا خيراتها، فيتذاكرون حسناتها يقول الملك الذي على اليمين للملك الذي على الشمال: أما تذكر من حسناتها كذا وكذا؟ فيقول: بلى و لكني أذكر من سيئاتها كذا وكذا فيعدد، ويقول الملك الذي على اليمين له: أفما تذكر توبتها منها؟ قال: لا أذكر، قال أما تذكر أنها وصاحبتها تذكرتا الشهادة التي كانت عندهما حتى أيقنتا وشهدتاها ولم تأخذهما في الله لومة لائم؟ فيقول: بلى، فيقول الملك الذي على اليمين للذي على الشمال: أما تلك الشهادة منهما توبة ماحية لسالف ذنوبهما، ثم تعطيان كتابهما بأيمانهما فتوجد حسناتهما كلها مكتوبة وسيئاتهما كلها ثم تجدان في آخرهما:
يا أمتي (3) أقمت الشهادة بالحق للضعفاء على المبطلين ولم تأخذك فيها لومة اللائمين (4) فصيرت لك ذلك كفارة لذنوبك الماضية ومحوا لخطيئاتك السالفة.
12 - الكافي: محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن ابن محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه