بيان: ظاهره الفرق بين العالم والجاهل في قبول التوبة عند مشاهدة أحوال الآخرة وهو مخالف لما ذهب إليه المتكلمون من عدم قبول التوبة في ذلك الوقت مطلقا، وعدم الفرق في التوبة مطلقا بين العالم والجاهل، ويمكن توجيهه بوجهين: الأول أن يكون المراد بالعالم من شاهد أحوال الآخرة، وبالجاهل من لم يشاهدها لان بلوغ النفس إلى الحنجرة قد ينفك عن المشاهدة.
الثاني أن يكون المراد نفي التوبة الكاملة عن العالم في هذا الوقت دون الجاهل، مع حمل تلك الحالة على عدم المشاهدة، إذ العالم غير معذور في تأخيرها إلى هذا الوقت.
44 - تفسير العياشي: عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: كان إبليس أول من ناح، وأول من من تغنى، وأول من حدا، قال: لما أكل آدم من الشجرة تغنى، قال: فلما اهبط حدا به، قال: فلما استقر على الأرض ناح فأذكره ما في الجنة، فقال آدم: رب!
هذا الذي جعلت بيني وبينه العداوة، لم أقو عليه وأنا في الجنة، وإن لم تعني عليه لم أقو عليه، فقال الله: السيئة بالسيئة، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة، قال:
رب زدني، قال: لا يولد لك ولد إلا جعلت معه ملكا أو ملكين يحفظانه، قال: رب زدني، قال: التوبة معروضة (1) في الجسد ما دام فيها الروح، قال: رب! زدني، قال أغفر الذنوب ولا أبالي، قال حسبي.
45 - تفسير العياشي: عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رحم الله عبدا تاب إلى الله قبل الموت، فإن التوبة مطهرة من دنس الخطيئة، ومنقذة من شفا (2) الهلكة، فرض الله بها على نفسه لعباده الصالحين، فقال: " كتب ربكم على نفسه الرحمة إنه من عمل منكم سوء بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما.