12 - تفسير علي بن إبراهيم: وأما الرد على من أنكر الثواب والعقاب فقوله: " يوم يأتي لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك (1) " فإذا قامت القيامة (2) تبدل السماوات والأرض، وقوله: " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا (3) " فأما الغدو والعشي إنما يكونان في الدنيا في دار المشركين، وأما في القيامة فلا يكون غدو ولا عشي، وقوله: " لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا " يعني في جنان الدنيا التي ينقل إليها أرواح المؤمنين، فأما في جنات الخلد فلا يكون غدو ولا عشي وقوله: " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون (4) " فقال الصادق عليه السلام: البرزخ: القبر، وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة، والدليل على ذلك أيضا قول العالم عليه السلام: والله ما يخاف عليكم إلا البرزخ، وقوله عز وجل: " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتيهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (5) " وقال الصادق عليه السلام: يستبشرون والله في الجنة بمن لم يلحق بهم من خلفهم من المؤمنين في الدنيا، ومثله كثير مما هو رد على من أنكر عذاب القبر. " ص 18 " 13 - أمالي الطوسي: فيما كتب أمير المؤمنين عليه السلام لمحمد بن أبي بكر: يا عباد الله ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشد من الموت، القبر فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته، إن القبر يقول كل يوم: أنا بيت الغربة، أنا بيت التراب، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود والهوام، والقبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، (2) إن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الأرض:
مرحبا وأهلا، قد كنت ممن أحب أن تمشي على ظهري، فإذا وليتك (7) فستعلم كيف