بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦ - الصفحة ١٧٦
قبره رأى بابا من الجنة مفتوحا إلى قبره يرى منه خيراتها، فيقول له منكر ونكير: انظر إلى ما حرمت من تلك الخيرات، ثم يفتح له في قبره باب من النار يدخل عليه منه من عذابها فيقول: رب لا تقم الساعة يا رب لا تقم الساعة.
بيان: الضرغام بالكسر الأسد.
2 - تفسير الإمام العسكري: قوله عز وجل " الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم " (1) الذين يقدرون أنهم يلقون ربهم اللقاء الذي هو أعظم كراماته، وإنما قال: يظنون لأنهم لا يرون بماذا يختم لهم، والعاقبة مستورة عنهم " وأنهم إليه راجعون " إلى كراماته، ونعيم جنانه، لايمانهم وخشوعهم، لا يعلمون ذلك يقينا لأنهم لا يأمنون أن يغيروا ويبدلوا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة، لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له.
وذلك أن ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدة علة، وعظيم ضيق صدره، بما يخلف من أمواله، ولما هو عليه من اضطراب أحواله في معامليه وعياله، وقد بقيت في نفسه مرارتها وحسراتها، واقتطع دون أمانيه فلم ينلها، فيقول له ملك الموت:
مالك تجرع غصصك؟ قال: لاضطراب أحوالي واقتطاعك لي دون آمالي، فيقول له ملك الموت: وهل يحزن عاقل من فقد درهم زائف واعتياض ألف ألف ضعف الدنيا؟
فيقول: لا، فيقول ملك الموت: فانظر فوقك، فينظر فيرى درجات الجنة وقصورها التي يقصر دونها الأماني، فيقول ملك الموت: تلك منازلك ونعمك وأموالك و أهلك وعيالك، ومن كان من أهلك ههنا وذريتك صالحا فهم هناك معك، أفترضي به بدلا مما هناك؟ فيقول: بلى والله.
ثم يقول: انظر فينظر فيرى محمدا وعليا والطيبين من آلهما في أعلا عليين، فيقول: أو تراهم؟ هؤلاء ساداتك وأئمتك، هم هناك جلاسك وآناسك، (2) أفما ترضى

(١) البقرة: ٤٦.
(2) الجلاس جمع الجليس. الاناس جمع الانس: من تأنس به.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (بقية أبواب العدل) * باب 19 عفو الله تعالى وغفرانه وسعة رحمته ونعمه على العباد، وفيه 17 حديثا. 1
3 باب 20 التوبة وأنواعها وشرائطها، وفيه 78 حديثا. 11
4 باب 21 نفي العبث وما يوجب النقص من الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة عنه تعالى، وتأويل الآيات فيها، وفيه حديثان. 49
5 باب 22 عقاب الكفار والفجار في الدنيا، وفيه تسعة أحاديث. 54
6 باب 23 علل الشرائع والأحكام، الفصل الأول: العلل التي رواها الفضل بن شاذان. 58
7 الفصل الثاني: ما ورد من ذلك برواية ابن سنان. 93
8 الفصل الثالث: في نوادر العلل ومتفرقاتها. 107
9 * أبواب الموت * باب 1 حكمة الموت وحقيقته، وما ينبغي أن يعبر عنه، وفيه خمسة أحاديث 116
10 باب 2 علامات الكبر، وأن ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا، وتفسير أرذل العمر، وفيه تسعة أحاديث. 118
11 باب 3 الطاعون والفرار منه، وفيه عشرة أحاديث. 120
12 باب 4 حب لقاء الله وذم الفرار من الموت، وفيه 46 حديثا. 124
13 باب 5 ملك الموت وأحواله وأعوانه وكيفية نزعه للروح، وفيه 18 حديثا 139
14 باب 6 سكرات الموت وشدائده، وما يلحق المؤمن والكافر عنده، وفيه 52 حديثا. 145
15 باب 7 ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمة عليهم السلام عند ذلك وعند الدفن وعرض الأعمال عليهم صلوات الله عليهم، وفيه 56 حديثا 173
16 باب 8 أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وسائر ما يتعلق بذلك، وفيه 128 حديثا. 202
17 باب 9 في جنة الدنيا ونارها، وفيه 18 حديثا. 282
18 باب 10 ما يلحق الرجل بعد موته من الأجر، وفيه خمسة أحاديث. 293
19 * أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 1 أشراط الساعة، وقصة يأجوج ومأجوج، وفيه 32 حديثا. 295
20 باب 2 نفخ الصور وفناء الدنيا وأن كل نفس تذوق الموت، وفيه 16 حديثا 316