بهم بدلا ممن تفارق ههنا؟ بلى وربي، فذلك ما قال الله تعالى: " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا " فما أمامكم من الأهوال كفيتموها، ولا تحزنوا " على ما تخلفونه من الذراري والعيال، فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدلا منهم، وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون هذه منازلكم و هؤلاء ساداتكم آناسكم وجلاسكم.
3 - الحسين بن سعيد أو النوادر: القاسم، عن كليب الأسدي (1) قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلني الله فداك، بلغنا عنك حديث، قال: وما هو؟ قلت: قولك: إنما يغتبط صاحب هذا الامر إذا كان في هذه - وأومأت بيدك إلى حلقك - فقال: نعم، إنما يغتبط أهل هذا الامر إذا بلغت هذه - وأومأ بيده إلى حلقه - أما ما كان يتخوف من الدنيا فقد ولى عنه وأمامه رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي والحسن والحسين، صلوات الله عليهم. (2) 4 - الحسين بن سعيد أو النوادر: النضر، عن يحيى الحلبي، عن أيوب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن أشد ما يكون عدوكم كراهية لهذا الامر حين تبلغ نفسه هذه - وأومأ بيده إلى حنجرته - ثم قال: إن رجلا من آل عثمان كان سبابة لعلى عليه السلام فحدثتني مولاة له كانت تأتينا قالت: لما احتضر قال: مالي ولهم؟ قلت: جعلني الله فداك ماله قال هذا؟
فقال: لما أري من العذاب، أما سمعت قول الله تبارك وتعالى: " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما "؟
هيهات هيهات! لا والله حتى يكون ثبات الشئ في القلب وإن صلى وصام.
5 - تفسير العياشي: عن عبد الرحيم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إنما أحدكم حين يبلغ نفسه ههنا ينزل عليه ملك الموت فيقول: أما ما كنت ترجو فقد أعطيته، وأما كنت تخافه فقد أمنت منه، ويفتح له باب إلى منزله من الجنة، ويقال له: انظر إلى مسكنك