بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ١٩٥
كما قال الله عز وجل: " وكان بالمؤمنين رحيما " (1) والرحمن الرحيم اسمان مشتقان من الرحمة على وزن ندمان ونديم، ومعنى الرحمة: النعمة، والراحم: المنعم، كما قال عز وجل لرسوله: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " (2) يعنى نعمة عليهم، ويقال للقرآن:
هدي ورحمة، وللغيث رحمة يعني نعمة، وليس معنى الرحمة: الرقة لان الرقة عن الله عز وجل منفية، وإنما سمي رقيق القلب من الناس رحيما لكثرة ما يوجد الرحمة منه، ويقال: ما أقرب رحم فلان! إذا كان ذا مرحمة وبر، والمرحمة: الرحمة، ويقال: رحمته مرحمة ورحمة.
" الذارئ " الذارئ معناه الخالق يقال: " ذرأ الله الخلق وبرأهم أي خلقهم، وقد قيل: إن الذرية منه اشتق اسمها، كأنهم ذهبوا إلى أنها خلق الله عز وجل خلقها من الرجل، وأكثر العرب على ترك همزها، وإنما تركوا الهمز في هذا المذهب لكثرة ترددها في أفواههم كما تركوا همزة البرية وهمزة برئ وأشباه ذلك ومنهم من يزعم أنها من ذروت أو ذريت معا يريد أنه قد كثرهم وبثهم في الأرض بثا كما قال عز وجل:
" وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ". (3) بيان: ذرو الرياح يكون بالواو والياء معا.
" الرازق " الرازق معناه أنه عز وجل يرزق عباده برهم وفاجرهم رزقا، بفتح الراء رواية من العرب، ولو أرادوا المصدر لقالوا: رزقا بكسر الراء. ويقال: ارتزق الجند رزقة واحدة أي أخذوه مرة واحدة.
" الرقيب " الرقيب معناه الحافظ، وهو فعيل بمعنى فاعل، ورقيب القوم:
حارسهم.
" الرؤوف " الرؤوف معناه الرحيم، والرأفة: الرحمة.
" الرائي " الرائي معناه العالم، والرؤية: العلم. ومعنى ثان أنه المبصر، ومعنى الرؤية: الابصار، ويجوز في معنى العلم لم يزل رائيا، ولا يجوز ذلك في معنى الابصار.

(١٩٥)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322