بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ١١٠
إن لله علمين: علم مكنون مخزون لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء، وعلم علمه ملائكته ورسله وأنبياءه ونحن نعلمه.
28 - بصائر الدرجات: أحمد بن محمد، عن الأهوازي، عن القاسم بن محمد، عن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى قال لنبيه: " فتول عنهم فما أنت بملوم " أراد أن يعذب أهل الأرض ثم بدا لله فنزلت الرحمة فقال: ذكريا محمد فإن الذكرى تنفع المؤمنين. فرجعت من قابل فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك إني حدثت أصحابنا (1) فقالوا: بدا لله ما لم يكن في علمه؟ (2) قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن لله علمين: علم عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه، وعلم نبذه إلى ملائكته ورسله فما نبذه إلى ملائكته فقد انتهى إلينا.
29 - بصائر الدرجات: أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن سدير (3) قال: سأل حمران أبا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا " فقال له أبو جعفر عليه السلام: " إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا " وكان والله محمد ممن ارتضاه، وأما قوله: عالم الغيب فإن الله تبارك وتعالى عالم بما غاب عن خلقه بما يقدر من شئ ويقضيه في علمه، فذلك يا حمران علم موقوف عنده، إليه فيه المشيئة فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه، فأما العلم الذي يقدره الله ويقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم إلينا.

(1) أي بما حدثتني في العالم الماضي من البداء.
(2) لعلهم قالوه على سبيل الاستفهام الانكاري، أو قالوا: إن لازم ما حدثت من الآيتين أن بدا لله ما لم يكن في علمه، فهو خلاف ما عليه الشيعة، ولما رأى أبو بصير ذلك الانكار والاعجاب من أصحابه - وهم بطانته - عرض ذلك عليه، فأجاب عليه السلام بأنه لا يلازم ذلك، لان لله علمين: علم عنده مختص به، لم يطلع عليه أحدا ففيه البداء، يقدم ما يشاء، ويؤخر ما يشاء، ويثبت ما يشاء، ويمحو ما يشاء، على ما تقتضيه مصالح الأشياء ومنافعها، مع علمه في الأزل بتقديمه ذلك وتأخيره، ومحوه وإثباته.
أقول: الحديث بضميمة ما تقدم عن أبي بصير تحت رقم 27 وما يأتي عنه تحت رقم 30 يدل على ما قلناه.
(3) وزان شريف.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322