بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ٥٤
وسنبسط الكلام فيها في كتاب مرآة العقول إن شاء الله تعالى.
26 - تفسير الإمام العسكري: قال الإمام عليه السلام: لما توعد (1) رسول الله صلى الله عليه وآله اليهود والنواصب في جحد النبوة والخلافة، قال مردة اليهود وعتاة النواصب (2): من هذا الذي ينصر محمدا وعليا على أعدائهما؟ فأنزل الله عز وجل: " إن في خلق السماوات والأرض " بلا عمد من تحتها، ولا علاقة من فوقها، تحبسها من الوقوع عليكم، وأنتم يا أيها العباد والإماء اسرائي وفي قبضي، الأرض من تحتكم لا منجا لكم منها إن هربتم، والسماء من فوقكم ولا محيص لكم عنها إن ذهبتم، فإن شئت أهلكتكم بهذه، وإن شئت أهلكتكم بتلك، ثم ما في السماوات من الشمس المنيرة في نهاركم لتنتشروا في معايشكم، ومن القمر المضيئ لكم في ليلكم لتبصروا في ظلماته وإلجاؤكم بالاستراحة بالظلمة إلى ترك مواصلة الكد الذي ينهك (3) أبدانكم " واختلاف الليل والنهار " المتتابعين الكادين عليكم بالعجائب التي يحدثها ربكم في عالمه من إسعاد وإشقاء، وإعزاز وإذلال، وإغناء وإفقار، وصيف وشتاء، وخريف وربيع، وخصب وقحط، وخوف وأمن. " والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس " التي جعلها الله مطاياكم لا تهدأ (4) ليلا ولا نهارا، ولا تقتضيكم علفا ولا ماءا، وكفاكم بالرياح مؤونة تسيرها بقواكم التي كانت لا تقوم بها لو ركدت عنها الرياح لتمام مصالحكم ومنافعكم وبلوغ الحوائج لأنفسكم " وما أنزل الله من السماء من ماء " وابلا وهطلا ورذاذا (5) لا ينزل عليكم دفعة واحدة فيغركم ويهلك معايشكم لكنه ينزل متفرقا من علا حتى تعم الاوهاد والتلال والتلاع، (6) " فأحيا به الأرض بعد موتها " فيخرج نباتها وثمارها وحبوبها " وبث فيها

(1) أي هدد.
(2) العتاة. جمع للعاتي وهو المستكبر ومن جاوز الحد.
(3) أي يدنف ويضنى..
(4) المطايا جمع للمطية وهي الدابة التي تركب. ولا تهدأ أي لا تسكن.
(5) الوابل: المطر الشديد. الهطل - بفتح الهاء -: المطر الضعيف الدائم. وتتابع المطر المتفرق العظيم القطر. الرذاد كسحاب: المطر الضعيف، أو الساكن الدائم الصغار القطر كالغبار، أو هو بعد الطل.
(6) جمع للتلعة: ما ارتفع من الأرض وما انهبط منها، من الأضداد. ولعل المراد في الخبر المعنى الثاني.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309