الجمل - ضامن بن شدقم المدني - الصفحة ٧٩
يستشري الفساد، وندب السوط جديد، والجرح لما يندمل، ومن قبل استضراء الأسد، والتقاء لحييه على فريسته، وساور الأمر مساورة الذئب الأطلس (1) كسيرة القطيع، ونازل الرأي، وانصب الشرك، وأرم عن تمكن، وضع الهناء مواضع النقب (2)، واجعل أكبر عدتك الحذر، وأحد سلاحك التحريض، وأغض عن العوراء، وسامح عن اللجوج، واستعطف الشارد، ولاين الأشوس (3)، وقو عزم المريد، وبادر العقبة، وأزحف زحف الحية، واسبق قبل أن تسبق، وقم قبل أن يقام لك، واعلم أنك غير متروك ولا مهمل، فأني لك ناصح أمين، والسلام.
ثم إنه كتب في أسفل الكتاب هذه الأبيات شعرا (4):
عليك سلام الله قيس بن عاصم * ورحمته، ما شاء أن يترحما تحية من أهدى السلام لأهله إذا * شط دارا عن مزارك سلما فما كان قيس هلكه هلك واحد * ولكنه بنيان قوم تهدما وكتب إلى الوليد بن عقبة بن أبي معيط:
أما بعد، يا ابن عقبة: كن الجيش، وطيب العيش، أطيب من سفع

(1) الذئب الأطلس: الذي في لونه غبرة إلى السواد.
(2) الهناء: القطران، والنقب بضم ففتح: القطع المتفرقة.
(3) الشوس بالتحريك: النظر بمؤخر العين تكبرا أو تغيظا.
(4) انظر: جمهرة رسائل العرب 1: 303.
والأبيات لعبدة بن الصليب يرثي بها قيس بن عاصم كما في رواية الاصفهاني في الأغاني 18: 163 وفيه يقول:
تحية من أوليته منك نعمة إذا زار عن شحط بلادك سلما
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 7
2 مقدمة تمهيدية 9
3 طلحة والزبير يؤلبان على عثمان 15
4 وعائشة أيضا 20
5 رسائل طلحة والزبير والسيدة عائشة 27
6 رد عائشة على أم سلمة 29
7 كتاب الأشتر إلى عائشة 29
8 رد عائشة على الأشتر 30
9 كتاب عائشة إلى زيد بن صوحان 30
10 رد زيد بن صوحان على عائشة 31
11 كتاب عائشة إلى حفصة 32
12 كتاب عائشة إلى أهل المدينة 33
13 كتاب عائشة إلى أهل اليمامة 34
14 كتاب طلحة والزبير إلى كعب بن سور 36
15 كتابهما إلى الأحنف بن قيس 36
16 كتابهما إلى المنذر بن ربيعة 37
17 رد كعب بن سور على طلحة والزبير 37
18 رد الأحنف عليهما 38
19 رد المنذر بن ربيعة عليهما 38
20 كتاب الصلح بين أصحاب الجمل وعثمان بن حنيف 38
21 عائشة أم المؤمنين تنبحها كلاب الحوأب 41
22 حديث عائشة عن هزيمة أصحاب الجمل 47
23 ترجمة المؤلف 53
24 اسمه ونسبه 53
25 مكانته العلمية 54
26 التعريف بالكتاب 57
27 نسخة الكتاب ومنهج التحقيق 57
28 مقدمة الكتاب 63
29 في السبب الموجب لوقعة الجمل 63
30 اخبار الامام علي عليه السلام بنقض القوم بيعتهم 68
31 مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام للزبير وطلحة 71
32 في السبب الموجب لنكث طلحة والزبير 74
33 مكاتبة معاوية إلى بني أمية 76
34 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية 89
35 جواب معاوية بن أبي سفيان لمحمد بن أبي بكر رضى الله عنه 92
36 خروج الزبير وطلحة بعائشة إلى البصرة 94
37 خطبة أمير المؤمنين عليه السلام حين بلغه مسير طلحة والزبير 96
38 وله عليه السلام خطبة أخرى 98
39 ومن كلامه عليه السلام 99
40 فصل في خروج أم المؤمنين عائشة 101
41 تحرك القوم إلى البصرة 108
42 فصل في توجه أمير المؤمنين عليه السلام إلى البصرة 110
43 وصول الامام أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه إلى البصرة 116
44 مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام الزبير بن العوام 130
45 مقتل الزبير بن العوام 135
46 مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام طلحة بن عبيد الله 138
47 نشوب القتال بين الفريقين 140
48 (أمير المؤمنين عليه السلام يأمر بإعادة عائشة إلى المدينة) 146
49 من كلامه عليه السلام حين قتل طلحة وانفض أهل البصرة 152
50 من كلامه عليه السلام عندما طاف بالقتلى 153
51 ومن كلامه عليه السلام حين قدم الكوفة من البصرة 159