إثنا عشر رسالة - المحقق الداماد - ج ٧ - الصفحة ٦١
قال سألته عن الركعتين الاخيرتين ما اصنع فيهما قال ان شئت فاقرأ فاتحة الكتاب وان شئت فاذكر الله ونحن نقول بالحرى ان نحملها على ما لا يوجب اطراحهما على ما قد اوردناه في غير موضع واحد مصنفاتنا اما الاولى منهما فيشبه ان تكون الواو الاخيرة فيها للغاية والتعليل بمعنى حتى التعليلية وذلك احد معاني الواو المستمر ذكرها في كتب الادب والشايع استعمالها في لغة العرب ومنه في التنزيل الكريم يا ليتنا نزد ولا نكذب بايآت ربنا ونكون من الموقنين وقولهم تتعبد الله وتكون حرا وتعبد الله وتكون ملكا فالمعنى تسبح وتحمد الله لتكون بذلك بمنزلة المستغفر لذنبك فمثابة قوله عليه سلام وتستغفر لذنبك بعد قوله تسبح وتحمد الله تعالى مثابة قوله عليه سلام فانها تمجيد ودعآء بعد قوله وان شئت فاتحة الكباب على ما يقتضيه سنن اسلوب البلاغة واما الثانيه فلعل ذكر الله فيها عبادة عن التسبيحات الاربع وقد تكرر في الاخبار جعل الذكر علما لها ثم ان من المستحدثات في عصر ابتداع القول بضم الاستغفار إلى التسبيحات عملا بظاهر هذه الرواية المسلوك طرحها على المشهور والمستبين سبيلها على ما نحن حققناه وربما سبق إلى بعض الاوهام ان قول العلامة وفى النهاية والمنتهى الاقرب استحباب ذلك يدل على تحقق خلاف في وجوبه بين الاصحاب وليس من الالفاظ الدالة على الخلاف بل ان كثيرا ما يستعمل ويرام الاقرب من حيث الدليل لا من فتاواهم
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست