(أن الله عز وجل يقول لملائكته عند انصراف أهل مجالس الذكر والعلم إلى منازلهم: اكتبوا ثواب ما شاهدتموه من أعمالهم، فيكتبون لكل واحد ثواب عمله ويتركون بعض من حضر معهم فلا يكتبونه. فيقول الله عز وجل مالكم لم تكتبوا فلانا أليس كان معهم وقد شهدهم؟ فيقولون: يا رب انه لم يشرك معهم بحرف ولا تكلم معهم بكلمة! فيقول الجليل جل جلاله، " أليس كان جليسهم "؟
فيقولون: بلى يا رب. فيقول: " اكتبوه معهم، انهم قوم لا يشقى بهم جليسهم "، فيكتبوه معهم. فيقول تعالى: " اكتبوا له ثوابا مثل ثواب أحدهم " (1).
(30) وروى زرارة عن الباقر (عليه السلام) قال: كنت جالسا يوما عند قاض المدينة، إذ مر بي الباقر (عليه السلام) فرآني في ذلك المجلس، ثم غدوت إليه من الغد، فقال (عليه السلام): (ما مجلس رأيتك فيه بالأمس)؟ فقلت: يا مولاي أنه لي مكرم وأنا أقضي حقه بالجلوس عنده ساعة فقال (عليه السلام): (يا زرارة ما يؤمنك أن تنزل اللعنة فتعم من ثم)، فقال زرارة: فما جلست بعدها معه (2).