وحفظوه، طورا بالحديث والرواية، وطورا بالسماع والإجازة.
حداني ذلك إلى جمع كتاب جامع لأشتات المتفرقات، من جمل ما رواه الثقات، عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الهداة، ليكون منهجا يقتدى به إلى معرفة الحلال والحرام، ومسلكا يعول عليه في استظهار خفايا الاحكام، وسلما ينال به الارتقاء إلى أعالي ذلك المقام، ومدرجا يتدرج به أولو البصائر والافهام إلى النجاة من مهاوي الانتقام.
فشرعت في جمعه وتهذيبه، ونهضت إلى ترتيبه وتبويبه، تسهيلا على الطلاب، ولينتفع به جميع (جماعة خ) الأصحاب، رغبة في حصول الثواب يوم المآب.
فجمعته من كتب متفرقة ومظان متباعدة، وجعلته في مركز ونصاب، تذكرة لأولي الألباب والله الهادي لمحاسن القول، والموفق للصواب.
ثم رأيت بعد ذلك أن أرفعه إلى خزانة السيد النقيب، الطاهر العلوي الرضوي، الذي تسنم من الشرف، على أعلى معاقده (1)، واستعلى من المجد على أرفع مقاعده، خير هدى الفضائل، وبحر ندى الفواضل، انسان شخص الكلام والكمال، وانسان عين الفضائل والافضال، عارض جنس المعاني والكمالات، وعارض ماطر الأيادي والعطيات (2)، منهاج القاصدين، وسراج