حاضر يستأذن في الدخول عليك. فتعجب الهادي من ذلك وأمر بادخاله فدخل وسلم فقال له الهادي: أنت حاضر؟ فقال: نعم. قال: ما جاء بك؟ قال: أحسن الله عزاك في ابن عمك عيسى بن زيد. فنهض الهادي من دسته إلى الأرض وسجد طويلا ثم رجع إلى مكانه فقال حاضر: يا أمير المؤمنين إنه ترك طفلين ولم يترك عندهما شيئا وأوصاني أن أسلمهما إليك. فأمر الهادي باحضارهما فادخلا عليه فوضعهما على فخذه وبكى بكاء شديدا وعفا عن حاضر وقال له: إنما كنت أحذرك لمكان عيسى فأما الآن فقد عفوت عنك. وأمر له بجائزة فلم يقبلها وكان عيسى بن زيد مع شجاعته وزهده شاعرا فمن شعره قوله إلى الله أشكو ما نلاقي وإننا * نقتل ظلما جهرة ونخاف ويسعد أقوام بحبهم لنا * ونشقى بهم والامر فيه خلاف فأعقب أبو الحسين عيسى بن زيد من أربعة رجال (1) احمد المختفى وزيد ومحمد، والحسين غضارة.
أما احمد المختفى بن عيسى موتم الأشبال بن زيد فكان عالما فقيها كبيرا زاهدا وأمه عاتكة بنت الفضل بن عبد الرحمان بن العباس بن الحارث الهاشمية ومولده سنة ثمان وخمسين ومائة. ووفاته سنة أربعين ومائتين وعمى آخر عمره