وليس له ولد اسمه ناصر معقب ولا غير معقب باجماع علماء النسب، وباسفزاز من ولاية هراة خراسان قوم يدعون الشرف وينتسبون إلى ناصر بن جعفر الصادق " ع " وهم أدعياء كذابون لا محالة، وهم هناك يخاطبون بالشرف على غير أصل، والله المستعان، ويعرف هؤلاء القوم ببارسا وكذبهم أظهر من أن ينبه عليه.
أما الإمام موسى بن جعفر الصادق عليه السلام ويكنى أبا الحسن وأبا إبراهيم، وأمه أم ولد يقال لها حميدة المغربية وقيل نباتة، ولد عليه السلام بالابواء سنة ثمان وعشرين ومائة، وقبض ببغداد في حبس السندي بن شاهك سنة ثلاث وثمانين ومائة وله يومئذ خمس وخمسون، وكان أسود اللون عظيم الفضل رابط الجاش واسع العطاء، لقب بالكاظم لكظمه الغيظ وحمله، وكان يخرج في الليل وفى كمه صرر من الدراهم فيعطى من لقيه ومن أراد بره، وكان يضرب المثل بصرة موسى، وكان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكا القلة.
وقبض عليه موسى الهادي وحبسه فرأى علي بن أبي طالب (ع) في نومه يقول له: يا موسى " هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ". فانتبه من نومه وقد عرف أنه المراد فأمر باطلاقه ثم تنكر له من بعد ذلك فهلك قبل أن يوصل إلى الكاظم " ع " أذى، ولما ولى هارون الرشيد الخلافة أكرمه وأعظمه ثم قبض عليه وحبسه عند الفضل بن يحيى ثم أخرجه من عنده فسلمه إلى السندي بن شاهك ومضى الرشيد إلى الشام فأمر يحيى بن خالد السندي بقتله، فقيل إنه سم، وقيل بل غمر في بساط ولف حتى مات ثم أخرج للناس وعمل محضرا أنه مات حتف أنفه، وترك ثلاثة أيام على الطريق يأتي من يأتي فينظر إليه ثم يكتب في المحضر ودفن بمقابر قريش.
وولد موسى الكاظم عليه السلام ستين ولدا سبعا وثلاثين (1) بنتا وثلاثة