بعض بنى داود فأخذوا ما كان معه وسلبوه وجرحوه، فكتب إلى الملك العزيز ابن أيوب صاحب اليمن وقد كان أخوه الملك الناصر أرسل يطلبه ليقيم بالساحل المفتتح من أيدي الإفرنج فزهده ابن عنين في الساحل ورغبه في اليمن وحرضه على الاشراف الذين فعلوا به ما فعلوا وأول القصيدة:
أعيت صفات نداك المصقع اللسنا * وجزت في الجود حد الحسن والحسنا وما تريد بجسم لا حياة له * من خلص الزبد ما أبقى لك اللبنا ولا تقل ساحل الإفرنج أفتحه * فما يساوى إذا قايسته عدنا وإن أردت جهادا فارو سيفك من * قوم أضاعوا فروض الله والسننا طهر بسيفك بيت الله من دنس * ومن خساسة أقوام به، وخنا ولا تقل إنهم أولاد فاطمة * لو أدركوا آل حرب حاربوا الحسنا قال: فلما قال هذه القصيدة رأى في النوم فاطمة الزهراء عليها السلام وهي تطوف بالبيت فسلم عليها فلم تجبه فتضرع وتذلل وسأل عن ذنبه الذي أوجب عدم جواب سلامه فأنشدته الزهراء عليها السلام:
حاشا بنى فاطمة كلهم * من خسة تعرض أو من خنا وإنما الأيام في غدرها * وفعلها السوء أساءت بنا أإن أسا من ولدى واحد * جعلت كل السب عمدا لنا؟
فتب إلى الله فمن يقترف * ذنبا بنا يغفر له ما جنى وأكرم بعين المصطفى جدهم * ولا تهن من آله أعينا فكل ما نالك منهم عنا * تلقى به في الحشر منا هنا قال أبو المحاسن نصر الله بن عنين: فانتبهت من منامي فزعا مرعوبا وقد أكمل الله عافيتي من الخراج والمرض فكتبت هذه الأبيات وحفظتها وتبت إلى الله تعالى مما قلت وقطعت تلك القصيدة، وقلت:
عذرا إلى بنت نبي الهدى * تصفح عن ذنب مسيئ جنى