ومذهب النفي لا يجوز فلا محيص عن المذهب الثالث اثبات بلا تشبيه، أقول المراد من هذا الحديث انه سمي الحسن بن سهل انه من مواليه (ع) وان الحسن عدل عن العلماء وخص مولانا الرضا (ع) بهذا السؤال وان الرضا ما أنكر قوله انه من مواليه ولا توقف عن جوابه بجواب شاذ يرتضيه وممن ذكر هذه الحكاية أبو عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري في كتاب الوزراء وقال لما ذكره بان البشري وجهه وانتفض عليه سروره عند ذكره (فصل) وقد ذكر محمد بن عبدوس الجهشياري في كتاب الوزراء أحاديث عن يحيي بن خالد تقتضي ان يحيى كان عارفا بالنجوم فقال ما هذا لفظه قال إسماعيل بن صبيح كنت يوما اكتب بين يدي يحيى بن خالد فدخل عليه جعفر بن يحيى فأشاح بوجهه عنه وقطب وكره رؤيته، فلما انصرف قلت له أطال الله بقاءك، أتفعل هذا بابنك؟ وحاله عند أمير المؤمنين حال لا يقدم عليه أحدا والدا ولا ولدا، فقال إليك عني أيها الرجل فوالله لا يكون هلاك هذا البيت إلا بسببه، فلما كان بعد مدة من ذلك دخل إليه جعفر أيضا وانا بحضرته ففعل مثل فعله الأول فكررت عليه القول فقال ادن مني الدواة فأدنيتها فكتب كلمات يسيرة في رقعة وضمها ودفعها إلي وقال لتكن عندك فإذا دخلت سنة سبع وثمانين ومائة ومضى المحرم فانظر فيها فلما كان في صفر الذي أوقع الرشيد بهم فيه نظرت في الرقعة فكان في الوقت الامر الذي ذكر، قال إسماعيل بن صبيح وكان يحيى بن خالد اعلم الناس بالنجوم.
(١٤٠)