عادتك الاحسان إلى المسيئين وسنتك الابقاء على المعتدين حتى لقد غرتهم أناتك عن النزوع وصدهم امهالك عن الرجوع 1 وإنما تأنيت بهم ليفيئوا إلى امرك وأمهلتهم ثقة بدوام ملكك فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها ومن كان من أهل الشقاوة خذلته لها كلهم صائرون إلى حكمك وأمورهم آئلة إلى امرك لم يهن على طول مدتهم سلطانك ولم يدحض لترك معاجلتهم برهانك حجتك قائمة ولا تدحض 2 وسلطانك ثابت لا يزول فالويل الدائم لمن جنح عنك والخيبة الخاذلة لمن خاب منك والشقاء الأشقى لمن اغتر بك ما أكثر تصرفه في عذابك وما أطول تردده في عقابك وما أبعد غايته من الفرج وما أقنطه من سهولة المخرج عدلا من قضائك لا تجور فيه وانصافا من حكمك لا تحيف عليه فقد ظاهرت الحجج وأبليت الاعذار وقد تقدمت بالوعيد وتلطفت في الترغيب وضربت الأمثال وأطلت الامهال وأخرت وأنت مستطيع للمعاجلة وتأنيت وأنت ملئ بالمبادرة لم تكن أناتك عجزا ولا امهالك وهنا وامساكك غفلة ولا انظارك 3 مداراة بل لتكون حجتك أبلغ وكرمك أكمل واحسانك أوفى ونعمتك أتم وكل كان ولم تزل وهو كائن ولا تزول نعمتك 5 اجل من توصف بكلها ومجدك ارفع من أن يحد بكنهه ونعمتك أكثر من أن تحصى بأسرها واحسانك أكثر من أن تشكر على أقله وقد قصر بي السكوت عن تحميدك وفههني الامساك عن تمجيدك وقصاراي الاقرار بالحسور عن تمجيدك بما تستحقه ونهايتي الامساك عن تمجيدك بما أنت أهله لا رغبة يا الهى بل عجزا 6 فها انا ذا يا الهى أؤمك
(٢٦٣)