وقيل حرملة بن كاهل إلى الحسين فقال له الغلام ويلك يا بن الخبيثة أتقتل عمي فضربه بالسيف فاتقاها بيده فبقيت على الجلد معلقة فنادي يا عماه فاخذه وضمه إليه وقال يا بن اخى اصبر ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين فرماه حرملة فذبحه فقال الحسين (ع) اللهم ان متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض عنهم ابدا وحمل الرجالة يمينا وشمالا على من بقي معه فقتلوهم فلم يبق معه سوى ثلاثة نفر فلما رأى ذلك دعا بسراويل يلمع فيه البصر ففزره لئلا يسلب بعد قتله فلما قتل سلبها بحر بن كعب فكانت يداه تيبسان في الصيف كأنهما عودا وتترطبان في الشتاء فتنضحان دما وقيحا إلى أن هلك وجدير بهذه الأمة لأخذهم على هذه المصيبة الغراء وان يكثر لها البكاء وانا مورد ما سمحت به قريحتي من الشعر لعلمي بالمكافأة يوم الحشر بغلو السعر لقد فتكت فيهم سهام أمية * وأصرعهم منها سيوف سوافك وضاقت بهم رحب الفضاء فأصبحوا * بدوية بهماء فيها مهالك وأمسوا بأرض الطف قتلى جواثما * كأنهم صرعى قلاص بوارك فان عيون الباكيات سواكب * وان ثغور الشامتات ضواحك ولما أثخن بالجراح ولم يبق فيه حراك أمر شمر ان يرموه بالسهام وناداهم عمر بن سعد ما تنتظرون بالرجل وأمر سنان بن انس ان يحتز رأسه فنزل يمشى إليه وهو يقول أمشي إليك واعلم انك سيد القوم وانك خير الناس أبا واما فاحتز رأسه ورفعه إلى عمر بن سعد فاخذه فعلقه في لبب
(٥٦)