منها غم ابدا فيقال لها التقطي قتلة الحسين فتلتقطهم فإذا صاروا في حوصلتها صهلت وصهلوا بها وشهقت وشهقوا بها وزفرت وزفروا بها فينطقون بالسن ذلقة يا ربنا بما أوجبت لنا النار قبل عبدة الأوثان فيأتيهم الجواب ان من علم ليس كمن لم يعلم ورويت ان رأس الجالوت بن يهوذا قال ما مررت مع يهوذا بكربلاء إلا وهو يركض دابته حتى يجاوزه فلما قتل الحسين جعل يمر بها فقلت له فقال يا بني كنا نحدث انه سيقتل بكربلاء رجل من ولد نبي فكنت أخاف أكون انا فلما قتل الحسين (ع) علمت أنه هو وروى هذا الحديث محمد بن جرير الطبري في تاريخه عن العلاء بن أبي عائشة عن رأس الجالوت عن يهوذا عن أبيه قال البلاذري في مختاره مطرت السماء دما يوم قتله وما قلع حجر بالشام إلا وتحته دم عبيط قال عبد الملك بن مروان للزهري أي رجل أنت ان أخبرتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين بن علي (ع) قال لا يرفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط فقال عبد الملك انى وإياك في هذا الحديث غريبان ونحرت الإبل التي كانت مع الحسين فلم يؤكل لحمها لأنه كان من الصبر وعن عبد الكريم ابن يعفور الجعفي انه لما جعل اللحم في القدر صار نارا وكان مع الحسين (ع) ورس وطيب فاقتسموه فلما صاروا إلى بيوتهم صار رمادا وعن مشايخ طي قالوا وجد شمر بن ذي الجوشن في رحل الحسين (ع) ذهبا فدفع بعضه إلى ابنته فدفعه إلى صائغ يصوغ منه حليا فلما ادخله النار صار نحاسا وقيل نارا وما تطيب امرأة من ذلك الطيب إلا برصت
(٦٣)