مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٥٥
المقول في آل الرسول ولما طعنتم نازحين وضمكم * مقام به الجلد العزيز ذليل وصرتم طعاما للسيوف ولم يكن * لما رمتموه منهج ووصول وأموالكم فئ لآل أمية * وبدركم قد حان منه أفول تيقنت ان الدين قد هان خطبه * وان المراعى للنبي قليل فقال له شمر ما تقول يا بن فاطمة قال أقول انى أقاتلكم وتقاتلوني والنساء ليس عليهن جناح قال لك ذلك ثم قصدوه (ع) بالحرب وجعلوه شلوا من كثرة الطعن والضرب وهو يستقى شربة من ماء فلا يجد وقد اصابته اثنتان وسبعون جراحه فوقف وقد ضعف عن القتال اتاه حجر على جبهته هشمها ثم اتاه سهم له ثلاث شعب مسموم فوقع على قلبه فقال بسم الله وعلى ملة رسول الله ثم رفع رأسه إلى السماء وقال الهى تعلم أنهم يقتلون ابن بنت نبيهم ثم ضعف من كثرة انبعاث الدم بعد اخراج السهم من وراء ظهره وهو ملقى في الأرض فكلما جاءه رجل انصرف عنه كراهية ان يلقى الله بدمه فجاء مالك بن النثر فسبه وضربه بالسيف على رأسه فقطع القلنسوة ووصل إلى رأسه فامتلأت دما فقال (ع) لا اكلت بيمينك وحشرك الله مع الظالمين واستدعى قلنسوة فلبسها فلبثوا قليلا ثم كروا عليه فخرج إليه عبد الله بن الحسن وهو غلام لم يراهق من عند النساء يشتد حتى وقف إلى جنب الحسين (ع) فلحقته زينب بنت علي (ع) لتحبسه فامتنع امتناعا شديدا وقال لا أفارق عمي فاهوى بحر بن كعب
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست