السماء فاجعل ذلك لما هو خير وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين قال الباقر (ع) فلم تسقط من الدم قطرة إلى الأرض ثم حمله فوضعه مع قتلى أهل بيته ولما اشتد بالحسين عليه السلام وأصحابه العطش وبلغ منه اللغوب فرويت إلى القسم بن اصبغ بن نباتة قال حدثني من شاهد الحسين عليه السلام وقد لزم المسناة يريد الفرات والعباس بين يديه فجاء كتاب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد ان حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة فبعثه لعمرو بن الحجاج بخمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة ومنعوهم الماء فناداه عبد الله بن حصين الأزدي يا حسين الا تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء والله لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا أنت وأصحابك فقال زرعة بن أبان بن دارم حولوا بينه وبين الماء ورماه بسهم فأثبته في حنكه فقال (ع) اللهم اقتله عطشا ولا تغفر له ابدا وكان قد اتى بشربة فحال الدم بينه وبين الشرب فجعل يتلقى الدم ويقول هكذا إلى السماء ورويت عن الشيخ عبد الصمد عن الشيخ أبي الفرج عبد الرحمن ان الأباني كان بعد ذلك يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون وهو يقول أسقوني أهلكني العطش فيؤتى بالعس فيه الماء واللبن والسويق يكفي جماعة فيشربه ثم يقول أسقوني فما زال كذلك حتى انقدت بطنه كانقداد البعير ثم اقتطعوا العباس عنه وأحاطوا به من كل جانب وقتلوه فبكى الحسين (ع) لقتله بكاءا شديدا وقد قلت هذه الأبيات حين فرق بينهما سهم الشتات
(٥٣)