مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٥٨
قال: ثم أنشأ: (كفر القوم وقدما رغبوا)، الأبيات. ثم استوى على راحلته وقال: (أنا ابن علي الخير من آل هاشم)، الأبيات. ثم حمل على الميمنة وقال:
الموت خير من ركوب العار * والعار أولى من دخول النار ثم حمل على الميسرة وقال:
أنا الحسين بن علي * أحمي عيالات أبي آليت أن لا أنثني * أمضي على دين النبي وجعل يقاتل حتى قتل الف وتسعمائة وخمسين سوى المجروحين، فقال عمر بن سعد لقومه: الويل لكم أتدرون من تبارزون! هذا ابن الأنزع البطين، هذا ابن قتال العرب فاحملوا عليه من كل جانب. فحملوا بالطعن مائة وثمانين وأربعة آلاف بالسهام. قال الطبري: قال أبو مخنف عن جعفر بن محمد بن علي (ع) قال: وجدنا بالحسين ثلاثا وثلاثين طعنة وأربعا وثلاثين ضربة. وقال الباقر (ع): وجد به ثلاثمائة وبضعة وعشرين طعنة برمح أو ضربة بسيف أو رمية بسهم. وروي ثلاثمائة وستون جراحة. وقيل ثلاثا وثلاثين ضربة سوى السهام. وقيل الف وتسعمائة جراحة، وكانت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ. وروي انها كانت لها في مقدمه. قال العوني:
يا سهاما بدم ابن المصطفى منقسمات * ورماحا في ضلوع ابن النبي متصلات فقال شمر: ما وقوفكم وما تنتظرون بالرجل وقد أثخنته السهام احملوا عليه ثكلتكم أمهاتكم، فحملوا عليه من كل جانب، فرماه أبو الحتوف الجعفي في جبينه، والحصين ابن نمير في فيه، وأبو أيوب الغنوي بسهم مسموم في حلقه. فقال (ع): بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وهذا قتيل في رضى الله.
وكان ضربه زرعة بن شريك التميمي على كتفه الأيسر، وعمرو بن الخليفة الجعفي على حبل عاتقه، وكان طعنه صالح بن وهب المزني على جنبه، وكان رماه سنان ابن أنس النخعي في صدره، فوقع على الأرض وأخذ دمه بكفيه وصبه على رأسه مرارا فدنا منه عمر وقال: جزوا رأسه، فقد إليه مرارا فدنا منه عمر وقال: جزوا رأسه، فقد إليه نصر بن خرشة فجعل يضربه بسيفه، فغضب عمر وقال لخولي بن يزيد الأصبحي: انزل فجر رأسه، فنزل وجز رأسه. وسلب الحسين ما كان عليه، فأخذ عمامته جابر بن يزيد الأزدي، وقميصه إسحاق بن حوى، وثوبه جعونة بن حوية الحضرمي وقطيفته من خز قيس بن الأشعث الكندي، وسراويله بحير بن عمير الجرمي، ويقال أخذ سراويله بحير بن كعب التميمي
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست