النوادر - فضل الله الراوندي - الصفحة ٤٢
ألسنة من يذكرون مناقب أهل البيت عليهم السلام (1) نماذج من ذلك الظلم العظيم.
ولد السيد فضل الله في تلك الظروف وترعرع في تلك الأجواء المليئة بالخوف والرعب. ودأب على التعلم والتعليم. وكان في حوالي سن العشرين حينما قتل أستاذه الروياني سنة 502 ه‍ على يد الفرقة الباطنية وجلاوزة حسن الصباح في مسجد آمل. وبعد ثلاثين سنة وقع هجوم الملك سلجوق بن محمد بن ملكشاه على موطن سكناه ومعقل دراسته وبحثه، اي كاشان وراوند. وقد أشار هو إلى تلك الوحشية وما نتج عنها من دمار في قصيدة مطولة له (2).
كان السيد فضل الله شخصية علمية وأدبية رفيعة إلى الحد الذي جعل علماء الفريقين يطرون عليه بعبارات بليغة. وكان السمعاني وعماد الكاتب وابن الاخوة من جملة من أثنوا عليه وأشادوا به واعتبروه مدرسا وواعظا جليل الشأن.
ومن أكثر الكتب التي تحدثت تفصيليا عن أوضاع الشيعة في العهد السلجوقي وما جرى عليهم فيها من ضغوط، هو كتاب (النقض) لعبد الجليل الرازي الذي نقض فيه ما جاء أكاذيب في كتاب تحت عنوان (بعض فضائح الروافض).
ويتضمن كتاب (النقض) تاريخا حيا وموثقا عن أحداث تلك الفترة.
وللاطلاع على مزيد من التفاصيل في هذا الصدد يمكن مراجعة هذا الكتاب، وكتاب آخر شامل ودقيق عن تاريخ التشيع كتبه الشيخ رسول جعفريان (3).
وإلى هنا نكتفي بهذا القدر ولا نطيل الحديث أكثر من هذا.

(1) النقص: 64 (2). ديوان الراوندي: 74. وتتألف القصيدة من 105 أبيات.
(2). اسمه بالفارسية: تاريخ تشيع در إيران.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة