النوادر - فضل الله الراوندي - الصفحة ١٥٣
يوم، فقام رجل منهم، فقال: يا رسول الله! التمر الذي ترزقنا قد أحرق بطوننا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما إني لو استطعت أن أطعمكم الدنيا لأطعمتكم، ولكن من عاش منكم من بعدي فسيغدي (1) عليه بالجفان ويراح عليه بالجفان، ويغدو أحدكم في قميصة (2) ويروح في أخرى، وتنجدون بيوتكم كما تنجد الكعبة.
فقام رجل فقال: يا رسول الله! إنا على ذلك الزمان بالأشواق، فمتى هو؟
قال صلى الله عليه وآله: زمانكم هذا خير من ذلك الزمان، إنكم إن ملأتم بطونكم من الحلال توشكون أن تملأوها من الحرام.
فقام سعد بن الأشج فقال: يا رسول الله! ما يفعل بنا بعد الموت؟
قال صلى الله عليه وآله: الحساب والقبر، ثم ضيقه بعد ذلك أو سعته.
فقال: يا رسول الله! هل تخاف أنت ذلك؟
فقال: لا ولكن أستحي من النعم المتظاهرة التي لا أجازيها (3) ولا جزءا (4) من سبعة.
فقال سعد بن الأشج: إني اشهد الله واشهد رسوله ومن حضرني أن نوم الليل علي حرام، والأكل بالنهار علي حرام، ولباس الليل علي حرام، ومخالطة الناس علي حرام، وإتيان النساء علي حرام.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: [يا سعد] (5) لم تصنع شيئا، كيف تأمر بالمعروف وتنهى عن

(1) في المصدر: فيسغدي، وما أثبتناه من المستدرك، وفي بحار الأنوار: يغدي.
(2) في المصدر: قميصه، وما أثبتناه من بحار الأنوار (المجلد 70)، وفي (المجلد 22): خميصه وفي المستدرك (المجلد 12 و 16): حميصة.
(3). في المصدر: أجاريها، والصحيح ما أثبتناه من بحار الأنوار.
(4). في المصدر: جزء، والصحيح ما أثبتناه من بحار الأنوار.
(5). أثبتناه من بحار الأنوار.
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة