معدن الجواهر - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٥١
والعز فهم غير ملومين.
وقال حكيم آخر يجب العاقل في دنياه خمسة أشياء: أن يهجر الحرص والأمل ويواصل العلم والعمل وان يتحرز من ارتكاب الزلل وان يلاحظ قدوم الاجل وأن يكون واقفا بين منزلة الرجاء والأمل (1).
وقال بعض الحكماء رأيت أمور الناس خمسة أوجه: الأول القضاء والقدر والثاني الاجتهاد والحرص والثالث الخلقة والرابع الجوهر والخامس الوراثة فالذي بالقضاء والقدر على خمسة أقسام الأهل والولد والمال والسلطان والعمر. والذي بالاجتهاد على خمسة أقسام الصنعة والعلم والعمل والجنة والنار والذي بالخلقة خمسة أقسام الأكل والشرب والنوم واليقظة والنكاح والذي بالجوهر على خمسة أقسام الخير والتواصل والكرم والصدق وأداء الأمانة والذي بالوراثة خمسة أقسام الجسم والهيئة والجمال والشرف والذهن. ولا يكون الرجل عالما حتى يتم له خمسة أشياء: غريزة محتملة للتعليم وعناية تامة وكفاية قائمة واستنباط لطيف ومعلم ناصح. وقيل: خمسة لا تشبع خمسة: عين من نظر وأذن من خبر وأنثى من ذكر وأرض من مطر وعالم من اثر.
وقيل: انس المرء خمسة أشياء: الزوجة الموافقة والولد البار والصديق المصافي (2). وقيل: انس العالم في كتاب يقرؤه وانس العابد انفراده بعبادته. وخمس إذا أفرط فيهن المرء هلك النساء وشرب الخمر ولعب الشطرنج والنرد ونحوها والصيد ومخالطة الجهال.
وقال ابن المقفع (3) خمسة مسطون (4) في خمسة مستذمون عليها: الواهن المفرط إذا فاته العمل والمنقطع عن إخوانه إذا نابته النوائب والمتمكن من

(١) في الأصل (والأجل).
(٢) كذا في الأصل، وهي ثلاثة أشياء.
(٣) في الأصل (ابن المقنع).
(4) كذا في الأصل.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست