معدن الجواهر - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٥٢
عدوه ثم يفوته بسوء تدبيره إذا ذكر عجزه والمفارق الزوجة الصالحة إذا ابتلي بالطالحة والجري على الذنب إذا حضره الموت.
وقال الأشتر لأصحابه في وصيته أوصيكم بخمسة أشياء راحة أنفسكم ودوام سروركم واجتماع صلاح أموركم: أولها الرضا بالقسم والثاني القمع لفاحش الحرص والثالث (1) التنزه المنافسة والحسد والرابع التعزي (2) من مفتون به أدبر ومرجو إذا فات والخامس ترك السعي لا يتفق نجحه (3) وتمامه فإنه من لم يرض بما قسم طالت معتبته ومن فحش حرصه ذلت نفسه ومن أبى الا المنافسة والحسد لمن فوقه لم يزل مغموما طول عمره ومن طال أساه على ما ادبر عنه فإنه لم يزل مغموما لا منفعة له فيه وقد حمل نفسه عناءا طويلا من النهى أحزانا ليس للراحة منها غاية ومن سعى فيما لا تمام كانت عاقبته الحسرة والندامة.
وأوصى حكيم ولده يا بني توق خمس خصال تأمن الندم: العجلة قبل الاقتدار والتثبط مع سقوط الاعذار وإذاعة السر قبل التمام والاستعانة بالحسدة وأهل الفساد والعمل بالهوى وميل الطباع.
واحذر خمسا فان سلامة أصحابها من العجب: صحبة السلطان وركوب البحار وايتمان النساء على الاسرار ومصادقة الاسقاط والتجربة في النفس بما يخاف الضرر واعلم يا بني انه من تزود في هذه الدنيا بخمسة أشياء بلغته البغية وآنسته عند الوحشة: كف الأذى وحسن الخلق ومجانبة الذنب وجميل العمل وحسن الأدب.
واحذر بني المقام في بلد ليس فيه خمسة: سلطان قاهر وقاض عادل وسوق قائم ونهر جار وطبيب عالم.
واعلم أن المحرقات خمسة: وهي النار تطفأ بالماء والسم يطفأ بالدواء والحزن يطفأ بالصبر والعشق يطفأ بالفرقة ونار العداوة وهي التي لا تخبو أبدا

(1) في الأصل (والثالثة).
(2) الكلمة ليست واضحة في الأصل.
(3) الجملة مشوشة في الأصل.
(٥٢)
مفاتيح البحث: الموت (1)، الزوجة (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست