معدن الجواهر - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٤٦
والرأي إلى السياسة والعلم إلى التصدير والعلم التوقير. وأربعة تدل على أربعة: العفة على الديانة والصحة على الأمانة والصمت على العقل والعدل على الفضل. وأربعة تفضي إلى أربعة: السعاية إلى الدناءة والإساءة على الرداءة والخلف على البخل والسحق (1) الجهل وأربعة لا تنفك من أربعة: الجهول من الغلط والفضول من السقط والعجول من الزلل والملول العلل وأربعة تتولد من أربعة الشره من الممازحة والبغض من المكادحة (2) والوحشة من الخلاف والنبوة (3) الاستخفاف وأربعة تزال بأربعة النعمة بالكفران والقدرة بالعدوان والدولة بالاغفال والحظوة بالادلال وأربعة لا تنتصف من أربعة شريف من دني وسيد غوي (4) وبر من فاجر ومنصف من جاهل وأربعة تؤدي أربعة: الصمت إلى السلامة والبر إلى الكرامة والجود إلى السيادة والشكر إلى الزيادة. وأربعة تعرف بأربعة: الكاتب بكتابه والعالم بجوابه والحكيم بأفعاله والحليم باحتماله وأربعة لا بقاء لها: مال يجمع حرام.
وحلال يعقد من الأنام (5) ورأي يعري من العقل وبلد يخلو من العدل وأربعة لا يزول معها ملك: حفظ الدين واستكفاء الأمين وتقدم الحزم وامضاء العزم وأربعة لا يثبت معها ملك: غش الوزير وسوء التدبير وخبث النية وظلم الرعية وأربعة لا يطمع فيها عاقل: غلبة القضاء ونصحه الأعداء وتعسر الحلف (6) ورضي الخلق وأربعة لا يخلو منها جاهل: قول بلا معنى وفعل بلا جدوى وخصومة بلا طائل ومناظرة بلا حاصل وأربعة لا مرد لها: القول المحلى والسهم المرمي والقدر الجاري والزمن الماضي وأربعة تولد المحبة: حسن البشر وبذل البر وقصد الوفاق وترك النفاق. وأربعة من علامات الكرم: بذل الندى وكف الأذى وتعجيل

(1) كذا في الأصل.
(2) الكدح: السعي والحرص في الأعمال الدنيوية والأخروية.
(3) النبوة: التجافي والتباعد.
(4) في الأصل (من عوى).
(5) كذا في الأصل.
(6) كذا في الأصل.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست