معدن الجواهر - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٩
تقديم (1) (الحكمة ضالة المؤمن) يأخذها متى وجدها ويتلقاها من الأفواه، ويجعلها مرآة صافية يرى فيها عيوبه ونواقصه، ذلك لأنه دائم الجهاد في تهذيب النفس والتحلي بالكلمات والتخلي عما يشينه، لا يدع فرصة لإضافة حسنة إلى محاسنه والازدياد في مكارمه الأخلاقية إلا واقتنصها.
هكذا شأن المؤمن الذي قياده بيد عقله وقد سيطر على نفسه، فإنه يسير في طريقه اللاحب بنور العقل مبتعدا عن الزلات ومجانبا مهاوي الشهوات، وهو يستفيد من تجاربه ويستضئ بما أثر عن العظماء الماضين الذين خلفوا بعدهم هذه الكثرة الكاثرة من الحكم المنثورة والطرائف المنظومة والعلم المأثور.
إن هذه الأزهار المبهجة والرياحين العطرة والورود الفواحة المنضدة في بساتين الكتب والاسفار لمما تفتح للانسانية آفاقا من الخير والصلاح لو أدمن الناس على قراءتها وحافظوا على العمل بها وطبقوها على أفعالهم وأقوالهم، وخاصة تلك التي أثرت عن النبي العظيم والأئمة الهداة عليهم الصلاة والسلام، الذين هم مصابيح الظلام ومرشدو البشر إلى ما فيه خير الدنيا وسعادة الآخرة.
(2) ولقد أقبل علماء الاسلام على ما روي عن النبي والأئمة عليهم السلام، وما أثر عن الفلاسفة والمفكرين من المسلمين وغير المسلمين اقبالا عظيما، فجمعوا تلك الكلم والحكم في كتبهم ومؤلفاتهم بشتى الألوان والاشكال حسب أغراضهم وأذواقهم.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 5 6 7 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست