معدن الجواهر - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٥٦
وقال بعض العلماء يصبح المؤمن وله ستة أعداء: نفسه ودنياه والشيطان والجاهل والمنافق والكافر فاما نفسه فتنازعه الشهوات وأما الشيطان فيريد منه الزلة وأما الدنيا فتفسده وأما الجاهل فيحسده وأما المنافق فيؤذيه وأما والكافر فيريد قتله.
وقال الهند: ستة: أشياء لا ثبات ظل الغمام والأشجار وخله الأشرار والمال الحرام وعشق النساء والسلطان الجائر والثناء الكاذب.
ومن أحسن البيان قول أحد العلماء: ان عمارة منوطة بستة أحوال:
أولها التوفر على المناكح وقوة الداعي إليها التي لو انقطعت لانقطعت أسباب التناسل معها وثانيها الحنو على الأولاد الذي لو زال من البشر لزال سبب التربية وكان في ذلك الهلاك وثالثها انبساط الامل الذي به يتعاظم الحرص والمعاش والمهن والعمارة والعمل ورابعها عدم العلم بمبلغ الاجل الذي به يصح انبساط الامل ولو علم العبد مبلغ أجله لضاق عليه فسيح أمله وتقاصرت حركاته عن عمارة الدنيا بكده وعمله وخامسها اختلاف أحوال البشر في الغنى والفقر وحاجة بعضهم إلى بعض فإنهم لو تساووا في حالة واحدة هلكوا في الجملة فهذا من نظام الحكمة وسادسها وجود السلطان الذي لولا هيبته وكفه لأيدي العتاة بسطوته لأهلك بعض الناس بعضا وكان ذلك داع إلى الخراب والفناء.
ووصى حكيم ولده فقال: يا بني اعلم أن أصعب ما على الانسان ستة أشياء:
أن يعرف نفسه ويعلم عيبه ويكتم سره ويهجر هواه ويخالف شهوته ويمسك عن القول فيما لا يعينه.
وست (1) خصال لا يطيقها الا من كانت نفسه شريفة: الثبات حدوث النعمة الكبيرة والصبر عند نزول الرزية العظيمة وجذب النفس إلى العقل عند دواعي الشهوة ومداومة كتمان السر والصبر على الجوع واحتمال الجار.
واعلم أن النبل ستة أشياء: مؤاخاة الأكفاء ومداراة الأعداء والحذر السقطة واليقظة من الورطة وتجرع الغصة ومعاجلة الفرصة.
واعلم أن السخي من كانت فيه ست (2) خصال: ان مسرورا ببذله متبرعا

(1) في الأصل (وستة).
(2) في الأصل (ستة).
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست