قوله سبحانه وتعالى * (ولا يؤذن لهم فيعتذرون) * فالتأويل الحسن ان يحمل يؤذن لهم على معنى انه لا يسمع منهم ولا يقبل عذرهم والعلة في امتناع قبول عذرهم هي ما قدمنا من أنهم لا يعتذرون بعذر صحيح ولا يأتون بقول مصيب (سؤال آخر) فإن قال فقد قال الله تعالى في موضع من كتابه * (وقفوهم انهم مسؤولون) * الصافات فأوجب السؤال وقال في موضع آخر * (فاليوم لا يسئل عن ذنبه انس ولا جان) * الرحمن فنفى السؤال وظاهره متناقض واختلاف (فالجواب) ان السؤال الذي أوجبه سبحانه وهو سؤال المطالبة بالواجبات وتضييع المفروضات والسؤال الذي نفاه عز وجل هو سؤال الاستعلام والمعنى في ذلك ان الله تعالى علم جميع ما فعلوه ولا يخفى عليه شئ مما اتوه فلا حاجة إلى السؤال عن ذنبهم ولا حاجة للملائكة أيضا إلى السؤال عن المذنب منهم لأن الله تعالى يجعل لهم سيماء يعرفون به وذلك قوله عز وجل * (يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام) * الرحمن (فصل) مما ورد في ذكر النصف روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال التودد إلى الناس نصف العقل وحسن السؤال نصف العلم والتقدير في النفقة نصف العيش (و) جاء في خبر آخر عنه عليه السلام التقدير نصف المعيشة (و) روى عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال الهم نصف الهرم والسلامة نصف الغنيمة (و) قال بعض الحكماء الخوف نصف الموت (و) قال آخر المخافة شطر المنية (و) قيل الراحة نصف السلامة وحسن الطلب نصف العلم والتودد نصف الحزم وحسن التدبير نصف الكسب (و) قال بعض الحكماء نصف رأيك مع أخيك يريد بذلك وجوب المشاورة ليجتمع الرأي (و) قيل إذا بان منك أخوك بان شطرك وإذا اعتل خليلك فقد اعتل نصفك وانشد * لسان الفتى نصف ونصف فؤاده * فلم يبق الا صورة اللحم والدم * وكتب أبو العتاهية إلى أحمد بن يوسف * لئن عدت بعد اليوم اني لظالم * سأصرف نفسي حيث تبقي المكارم * متى ينجح الغادي إليك بحاجة * ونصفك محجوب ونصفك نائم * ولما اتهم قتيبة بن مسلم أبا مجلد قال له أبو مجلد أيها الأمير تثبت فإن التثبت نصف العفو (و) قيل السفر نصف العذاب وقال سعيد بن أبي عمرويه لأن يكون لي نصف وجه ونصف لسان على ما فيهما من قبح المنظر وعجب المخبر أحب إلي من أن أكون ذا وجهين ولسانين وذا قولين مختلفين (و) لبعضهم بسطت لساني ثم أوثقت نصفه * فنصف لساني في امتداحك مطلق * فان أنت لم تنجز عداتي تركتني * وباقي لسان الشكر بالياس موثق * ووجد مكتوبا على قبر
(٢٨٧)