كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٢٨٨
* يا قبر أنت سلبتني ألفا * قدمته وتركتني خلفا * واخذت نصف الروح من جسدي * فقبرته وتركتني نصفا * (وقيل) إذا اتخذت جارية فعليك بالبيضاء فإن البياض نصف الحسن لابن عيينة * ان دنيا هي التي بسحر العين سافرة * سرقوها نصف اسمها هي دنيا وآخرة * لابن المعتز في جارية له * يا دهر كيف شققت نفسا * فخلست منها النصف خلسا * وتركت نصفا للأسى * جعل البقاء عليه نحسا * سقيا لوجه حبيبة أودعتها كنفا ورمسا * وانشد لذي الرمة * وان امرءا في بلده نصف قلبه * ونصف بأخرى انه لصبور (فصل) من الأدب روى عن بعض الأدباء أنه قال لابنه اقتن من مكارم الأخلاق خمسا وارفض ستا واطلب العز بسبع واحرص على ثمان فإن فزت بتسع بلغت المدى وان أحرزت عشرا أحرزت الآخرة والدنيا فاما الخمس المقتناة فخفض الجانب وبذل المعروف و اعطاء النصفة من نفسك وتجنب الأذى وتوقى الذم وأما الست المرفوضة فطاعة الهوى وارتكاب البغي وسلوك التطاول وقساوة القلب وفظاظة القول وكثرة التهاون وأما السبع التي ينال بها العز فاداء الأمانة وكتمان السر وتأليف المجانب وحفظ الاخاء وإقالة العثرة والسعي في حوائج الناس والصفح عند الاعتذار وأما الثمان التي تحرص عليها فتعظيم أهل الفضل وسلوك طرق الكرم والمواساة في ملك اليد وحفظ النعم بالشكر واكتساب الاجر بالصبر والاغضاء عن زلل الصديق واحتمال النوائب وترك الامتنان بالاحسان وأما التسع التي تبلغ بها المدى فالامر بالمعروف * والنهي عن المنكر * وحرز اللسان عن سقوط الكلام * وغض الطرف * وصدق النية * والرحمة لأهل البلاء * والموالاة على الدين * والمسامحة في الأمور * والرضا بالمقسوم * وأما العشرة الكاملة التي تنال بها الدنيا والآخرة * فالزهد فيما بقى * والاستعداد لما يأتي * وكثرة آل على ما فات * وادمان الاستغفار * واستشعار التقوى * وخشوع القلب * وكثرة الذكر لله تعالى * والرضا بأفعال الله سبحانه * وملازمة الصدق * والعمل بما ينجي (فصل) ذكر الغنى والفقر قال رسول الله صلى الله عليه وآله ليس الغنى في كثره العرض وإنما الغنى غنى النفس وقال صلى الله عليه وآله ثلاث خصال من صفة أولياء الله تعالى الثقة بالله في كل شئ * والغنى به عن كل شئ * والافتقار إليه في كل شئ (و) قال
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»