كله بالمصالح المعلوم عند الله تعالى وإنما يحسن من العاقل ان يسئل الله تعالى في الرزق بشرط ان لا يكون له مفسدا قال الله تعالى * (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون) * الزخرف وكل شئ رزقه الله تعالى للعبد فقد اباحه التصرف قال الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا انفقوا مما رزقناكم) * البقرة وقال * (كلوا من طيبات ما رزقناكم) * البقرة وقال * (قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال) * وما رزقه الله وأباح التصرف فيه فإنه لا يعاقب عليه فاما المغتصبات فليست بارزاق لغاصبيها ولا ملكهم الله تعالى إياها وإنما تسمى ارزاقا لهم على المجاز من حيث إنها من الأشياء التي خلقها الله تعالى ليفتدى بها والدليل على أن الله تعالى لم يرزقهم ما اغتصبوه اخباره بأنهم ظالمون فيه وانه يعاقبهم عليه قال الله تعالى * (الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) * النساء وامره سبحانه بقطع يد السارق في قوله تعالى * (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله) * المائدة ولو كان الغاصب قد اخذ ما رزقه الله تعالى على الحقيقة لكان المطالب له برد ما اخذه ظالما له ولم يجز في العدل ان يعاقب عليه في الدنيا و الآخرة بل كان يكون ممدوحا على تصرفه فيه وانفاقه له كما مدح الله تعالى من أنفقه من حله فقال * (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم) * الأنفال فجعل انفاق الرزق من صفات المؤمنين فلما لم يكن للغاصبين انفاق ما اغتصبوه وكانوا مذمومين عليه معاقبين على تصرفهم فيه دل ذلك على أن الله تعالى لم يرزقهم إياه في الحقيقة وإذا لم يكن رزقا للغاصب فهو رزق للمغصوب منه وان حيل بينه وبينه (فصل) مما روى في الأرزاق روى عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال أكثروا الاستغفار فإنه يجلب الرزق وقال عليه السلام من رضي باليسير من الرزق رضي الله عنه باليسير من العمل (وروى) ان الله تعالى اوحى إلى عيسى بن مريم عليه السلام ليحذر الذي يستبطئني في الرزق ان اغضب فافتح عليه بابا من الدنيا (وقال) أمير المؤمنين عليه السلام الرزق رزقان رزق تطلبه ورزق يطلبك فإن لم تأته اتاك (وروى) عن أحد الأئمة عليهم السلام أنه قال في الرزق المقسوم بالحركة ان من طلبه من غير حله فوصل
(٢٩٠)