الموقف على طريق العقاب لم يمتنع ان يقع وان لم يكن من الموؤدة فهم لأن الخطاب وان توجه إليها فالغرض في الحقيقة به غيرها وهذا يجرى مجرى رجل ضرب ضارب طفلا له من ولده فاقبل الرجل على ولده يقول له لم ضربت وما ذنبك وبأي شئ استحل هذا منك وغرضه تبكيت الظالم لا خطاب الطفل وفي الناس من قال إن توجه السؤال إلى الموؤدة وإن كان الغرض فيه تبكيت القائل فإنه لا يكون إلا والموؤدة قد أكملت لها العقل وجعلت على أفضل الهيئات لأنها في القيامة تعوض عما نالها با لنعيم الدائم فلا بد من اكمال عقولها لتعرف عدل الله تعالى ويحسن التذاذها بما وصل إليها فليس يتوجه السؤال إليها الا وهذه حالها وقد روى عن أمير المؤمنين عليه السلام وعن ابن عباس رضي الله عنه عنهما وعن غيرهما انهم قرأوا إذا الموؤدة سئلت بفتح السين والهمزة واسكان التاء بأي ذنب قتلت باسكان اللام وضم التاء الثانية فكانت الموؤدة هي السائلة والقائلة وأما الموؤدة فهي المقتولة صغيرة وكانت العرب في الجاهلية تدفن البنات احياء وهو قوله تعالى أيمسكه على هون أم يدسه في التراب وهو قوله عز وجل قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم ويقال انهم كانوا يفعلون ذلك لامرين أحدهما انهم كانوا يقولون إن الملائكة بنات الله فالحقوا البنات بالله فهو أحق بالبنات والامر الأخر انهم كانوا يقتلونهم خشية الاملاق قال الله عز وجل لا تقتلوا أولادكم خشية املاق نحن نرزقكم واياهم ان قتلهم كان خطا كبيرا (فصل) في معرفة الاسم والصفة (اعلم) ان المسمى غير الاسم والصفة غير الموصوف والاسم والصفة جميعا لا يكونان الا قولا من المسمى والوصف أو كتابة يدل على ما يدل عليه القول والاسم في الحقيقة ما دل على المسمى والصفة ما دل على معنى في المسمى وفي هذا اللفظ تجوز لأنها تعطى الظرفية والحلول وربما كان الموصوف غير ظرف ولا محل وأقرب من هذا ان يقال إن الصفة ما أفادت أمرا يكون في الموصوف عليه وإنما افتقر المتكلم إلى استعمال هذه الألفاظ لضيق العبارات عن استيفاء المعاني فإذا فهم اللفظ الغرض جاز استعماله فالاسم قولنا زيد وعمرو ونحو ذلك مما وسمت به الاشخاص وحصل لها القابا تتخصص بها عند الإشارات وليست دالة على معنى في الموصوف
(١٩)