بالبيت إذ لقيه معاوية بن أبي سفيان، فقال له أبو هريرة: يا معاوية، حدثني الصادق المصدق والذي جاء بالصدق وصدق به: أنه يكون أمرا (1) يود أحدكم لو علق بلسانه منذ خلق الله السماوات والأرض، وأنه لم يل ما ولي (2).
ورووا عن السدي وغيره من السلف، عن قوله تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به} قال: جاء بالصدق عليه السلام، وصدق به نفسه عليه السلام (3).
وفي حديث لهم آخر، قالوا: جاء محمد صلى الله عليه وآله بالصدق، وصدق به يوم القيامة إذا جاء به شهيدا (4).
فصل وقد رووا أيضا في ذلك ما اختصوا بروايته دون غيرهم، عن مجاهد في قوله تعالى: {والذي جاء بالصدق} أنه رسول الله صلى الله عليه وآله، والذي صدق به أهل القرآن، يجيئون (5) به يوم القيامة، فيقولون: هذا الذي دعوتمونا إليه (6) قد اتبعنا ما فيه (7).