فصل فإن قال: فإذا كنتم قد أخرجتم المتقدمين على أمير المؤمنين والمحاربين له والقاعدين عنه من رضا الله تعالى، وما ضمنته آية السابقين بالشرط على ما ذكرتم، والتخصيص الذي وصفتم، ولما اعتمدتموه من تعريهم من العصمة، وما واقعه - من سميتموه منهم على الاجماع - من الذنوب، فخبروني عن قوله تعالى: {لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} (1).
فكيف يصح لكم تأويله بما يخرج القوم من الرضا والغفران، والاجماع منعقد على أن أبا بكر وعمر (2) وطلحة والزبير وسعدا وسعيدا قد بايعوا تحت الشجرة، وعاهدوا النبي صلى الله عليه وآله، أوليس هذا الاجماع يوجب الرضا على البيان؟
قيل له: القول في الآيتين جميعا سواء، وهو في هذه الآية أبين