يحسنون صنعا) ((1)).
حتى كأن الناس ما سمعوا قول الله عز وجل في كتابه حكاية لقول الظالمين من هذه الأمة في يوم القيامة عند ندمهم على فعلهم بعترة نبيهم وكتاب ربهم حيث يقول: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا) ((2)).
فمن الرسول إلا محمد (صلى الله عليه وآله)؟ ومن فلان هذا المكنى عن اسمه المذموم وخلته ومصاحبته ومرافقته في الاجتماع معه على الظلم؟ ثم قال: (لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني) ((3))، أي بعد الدخول في الإسلام والإقرار به، فما هذا الذكر الذي أضله خليله عنه بعد إذ جاءه؟ أليس هو القرآن والعترة الذين وقع التوازر والتضافر على الظلم بهم والنبذ لهما، فقد سمى الله تعالى رسوله ذكرا فقال: (قد أنزل الله إليكم ذكرا * رسولا) ((4))، وقال: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ((5))، فمن الذكر هاهنا إلا الرسول؟
ومن أهل الذكر إلا أهل بيته الذين هم محل العلم، ثم قال عز وجل: (وكان الشيطان للإنسان خذولا) ((6))، فجعل مصاحبة خليله - الذي أضله عن الذكر في دار الدنيا وخذله في الآخرة ولم تنفعه خلته ومصاحبته إياه حين تبرأ كل واحد من صاحبه - مصاحبة الشيطان، ثم قال عز وجل من قائل حكاية لما يقوله النبي (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة عند ذلك: (وقال الرسول يا رب إن قومي