خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ٢٧٦
فصاحب الجهل والمراء مؤذ ممار متعرض للمقال في أندية الرجال، بتذاكر العلم، وصفة الحلم، قد تسربل بالخشوع، وتخلى من الورع، فدق الله من هذا خيشومه، وقطع منه حيزومه.
وصاحب الاستطالة والختل، ذو خب وملق، يستطيل على مثله من أشباهه، ويتواضع للأغنياء من دونه، فهو لحلوائهم (1) هاضم، ولدينهم حاطم، فأعمى الله على هذا خبره، وقطع من آثار العلماء أثره.
وصاحب العقل والفقه، ذو كآبة وحزن وسهر، قد تحنك في برنسه، وقام الليل في حندسه، يعمل ويخشى وجلا، داعيا مشفقا، مقبلا على شأنه، عارفا بأهل زمانه، مستوحشا من أوثق إخوانه، فشد الله من هذا أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه " (2).
وتتمة ما يتعلق بأحواله طاب ثراه تطلب من الفائدة الآتية (3) إن شاء الله تعالى.
الحادي عشر: الشيخ الأقدم، والطود الأشم، أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، العالم الفقيه، المحدث الجليل، صاحب المقامات الباهرة، والدرجات العالية التي تنبئ عنها مكاتبة الإمام العسكري، وتوقيعه الشريف إليه.
وصورته على ما رواه الشيخ الطبرسي في الاحتجاج (4):

(١) نسخة بدل: لحلوانهم (منه قدس سره).
(٢) أصول الكافي ١: ٣٩ / ٥.
(٣) راجع الفائدة الرابعة.
(٤) هنا حاشية نقلت عن خط شيخنا الطهراني وهي ما نصها:
لا يوجد هذا التوقيع فيما بأيدينا من نسخ الاحتجاج، نعم ذكره مرسلا القاضي في مجالس المؤمنين: ١٨٩، ونقله عن المجالس صاحب الرياض، وكذلك في معادن الحكمة لعلم الهدى ولد الفيض، أورده بتمامه وقال في أوله: هذا ما وجدته في بعض الكتب.
وأما ابن شهرآشوب ذكر في المجلد الثاني صفحة ٤٦٠ ما لفظة: مما كتبه أبو محمد الحسن العسكري إلى أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي: اعتصمت بحبل الله بسم الله الرحمن الرحيم... إلى وعترته الطاهرين، منها: عليك بالصبر وانتظار الفرج فإن النبي صلى الله عليه وآله قال:... إلى آخر التوقيع.
ونقل العلامة المجلسي قبل أربع صفحات من آخر المجلد الثاني عشر من البحار عن المناقب بعده كما في النسخة المطبوعة.
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»