خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ٢١٥
باب حضرة الامام، فقطع عليه الانشاد، فانقطع عن الايراد، فلما جن عليه الليل رأى الامام عليا عليه السلام في المنام وهو يقول له: لا ينكسر خاطرك، فقد بعثنا المرتضى علم الهدى يعتذر إليك، فلا تخرج إليه، وقد أمرناه أن يأتي دارك فيدخل عليك.
ثم رأى السيد المرتضى في تلك الليلة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام حوله جلوس، فوقف بين أيديهم عليهم السلام فسلم عليهم (عليهم السلام)، فلم يقبلوا عليه، فعظم ذلك عنده، وكبر لديه، فقال: يا موالي، أنا عبدكم وولدكم وموسم، فبم استحققت هذا منكم؟
فقالوا: بما كسرت خاطر شاعرنا أبي عبد الله بن الحجاج، فتمضي إلى منزله، وتدخل عليه، وتعتذر إليه، وتأخذه وتمضي إلى مسعود بن بويه، وتعرفه عنايتنا فيه، وشفقتنا عليه.
فقام السيد المرتضى من ساعته، ومضى إلى أبي عبد الله، فقرع عليه باب حجرته، فقال: يا سيدي، الذي بعثك إلي أمرني أن لا أخرج إليك، وقال: إنه سيأتيك ويدخل عليك، فقال: نعم، سمعا وطاعة لهم، ودخل عليه، واعتذر إليه، ومضى به إلى السلطان وقصا القصة عليه كما رأياه، فكرمه وانعم عليه، وحياه وخصه بالرتبة الجليلة، واعترف له بالفضيلة، وأمر بإنشاد القصيدة في تلك الحال، فقال:.
يا صاحب القبة البيضاء على النجف * من زار قبرك واستشفى لديك شفي (1) القصيدة، وهي طويلة ذكرناها في كتابنا دار السلام (2)، وأشرنا فيه أن

(1) رياض العلماء 2: 13، وفيه: في النجف.
(2) دار السلام 1: 321.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»