إرشاد القلوب، الذي قد أكثر من النقل عنه، وعده من الكتب المعتمدة، التي نقل منها، وشهد بصحتها مؤلفوها، وليس له أيضا ذكر فيما وصل إليه وإلينا من مؤلفات أصحابنا، سوى ما نقله عنه الشيخ ابن فهد في عدة الداعي، في بعض المواضع، بعنوان الحسن بن أبي الحسن الديلمي (1)، فمن أين عرفه، وعرف وثاقته، وعرف نسبة الكتاب إليه وشهادته بصحته؟ فهل هذا إلا تهافت في المذاق، وتناقض في المسلك! وإن كانت المسامحة فيهما لعدم اشتمالهما على فروع الاحكام، واقتصار ما غالبا على ما يتعلق بالأخلاق والفضائل والمواعظ، فهلا كانت شهادة هؤلاء الأجلة عل صحة المصباح، كافية في عده ثالثا لهما!
فإنه أيضا مثلهما. وكذا الكلام في صحة نسبة كتاب الاختصاص إلى المفيد رحمه الله، وقد تسامح فيه بما لا يخفى على الناقد البصير.
وأما خامسا: فما في الهداية أيضا، إن فيه أشياء منكرة، مخالفة للمتواترات قلت: ليته رحمه الله أشار إلى بعضها، فإنا لم نجد فيه ما يخالف المشهور، فضلا عن المتواتر، نعم فيه باب في معرفة الصحابة (2)، وذكر فيه ما