51 - كتاب جامع الأخبار:
قد كتبنا في سالف الزمان، في كتابنا المسمى (بنفس الرحمن) ما قيل فيه، فنذكره هنا إذ استقصينا فيه الكلام في اختلافهم في مؤلفه، المردد بين جماعة:
منهم: الصدوق، كما يظهر من بعض أسانيده، وصرح به السيد حسين المفتي الكركي المتقدم ذكره في (دفع المناواة)، وهو ضعيف لا لما قيل:
إنه يروي عنه بوسائط، لأنه كثيرا ما يوجد أسانيد الكتب القديمة أمثال ذلك من تلامذة المصنف ورواة الكتب، بل لأنه نقل فيه عن سديد الدين محمود الحمصي (1)، الذي هو متأخر عن الصدوق بطبقات عديدة، وفيه أيضا هكذا:
في أمالي الشيخ أبي جعفر، إلى آخره (2)، مضافا إلى بعد وضع الكتاب عن طريقة الصدوق في كتبه.
ومنهم: الشيخ أبو الحسن علي بن أبي سعد بن أبي الفرج الخياط، احتمله المجلسي في البحار، لما قاله الشيخ منتجب الدين في فهرسته: إن له كتاب جامع الأخبار (3)، وفيه أنه قال بعد هذا الكلام: أخبرنا به الوالد، عنه (4). مع أن منتجب الدين من تلامذة الحمصي، فلعل هذا كتاب آخر.
وصرح المتبحر صاحب الرياض أن نسخ جامع الأخبار مختلفة، فلاحظ (5).
قلت: وهو كذلك، فإن بعضها مبوبة بأبواب، ولكل باب فصول، وبعضها أكبر منها لكنها غير مبوبة، وإنما قسمها بالفصول.
ومنهم: محمد بن محمد الشعيري، اختاره الفاضل صاحب الرياض،